Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الأسبستوس أسطورة الماضي وقلق المستقبل


د.م. بسام العجي

الأسبتستوس هذه المادة الأسطورة التي شغلت العالم والعلماء لفترات طويلة جداً من تاريخ البشرية لمزاياها السحرية بدأت تشكل قلقاً على مستقبل الصحة العامة فبدأت النشرات والأبحاث والتقارير تغزو بنوك المعلومات حول العالم لدرجة بات الاعتقاد معها أن الأسبستوس يشكل تهديداً للجنس البشري، إلا أن هذه الحماسة الشديدة لتلافي مخاطر هذه المادة يعود إلى الكلف الهائلة لاستبدالها ولتعذر إيجاد البدائل المناسبة لها حتى الآن ، وإلى الصفات الخارقة الآمنة التي أعطيت لهذه المادة عبر قرون طويلة من الزمن .
 الأسبستوس هو فلز مستخدم بشكل رئيس بسبب خواص صلابته ومرونته ومقاومته الحرارية مما يجعل له قيمة تجارية عالية فهو لا يحترق كما أنه موصل رديء للحرارة والكهرباء وهو أيضاً مرن وقوي ولا يتأثر بمعظم المركبات الكيميائية، إلا أنه يسبب مشاكل صحية خطيرة عند استنشاقه بكميات كبيرة، ومن المعتقد أنه قد لا يشكل أي خطر صحي ما دام متماسكاً، إلا أنه يصبح خطراً عندما يتفتت وتتطاير أليافه الدقيقة في الهواء. والأسبستوس هو فلز جاف سهل التفتيت ويمكن تفتيته بضغط خفيف عليه. الأسبستوس هو اسم لمجموعة من الفلزات الطبيعية ذات الألياف اللاعضوية والتي هي عبارة عن سيليكات معادن لاعضوية معرضة للتفتيت الطولي. يتفاوت طول وشكل الألياف بشكل كبير اعتماداً على عوامل مختلفة مثل ظروف تشكل وأصل ونوع الأسبستوس. وترتبط مواصفات ألياف الأنواع المختلفة من الأسبستوس وبالتالي تطبيقاته المحتملة بتركيبه الكيميائي والبلّوري. وردت الإشارة الأولى إلى مادة الأسبستوس في مؤلف طيوفراسطوس، وهو أحد تلامذة أرسطوطاليس، عن الحجارة في العام 300 قبل الميلاد، حيث أشار فيه إلى مادة تشبه الخشب العفن تحترق بعد نقعها بالزيت من دون أن يلحق بها الضرر. وقد ذكر العديد من علماء اليونان والرومان في القرون الأربعة اللاحقة معلومات متفرقة عن هذا الحجر وعن استخداماته الواسعة وأماكن انتشاره.
وجرى في حينها صناعة تشكيلة واسعة من مواد الأقمشة المغزولة مع الأسبستوس المقاومة للحريق.
وذكر الفيزيائي ديوسقوريدس وهو أحد أعلام الطب والصيدلة الذي ولد في شمال سورية وعاش في كنف الإمبراطورية الرومانية في نفس الفترة التي عاش فيها السيد المسيح عليه السلام أن المناشف المصنوعة من الأسبستوس كانت تُنظَّف وتبيَّض بالنار وهو أول من أطلق اسم الأميانت على الأسبستوس بمعنى غير المشوه أو غير الملوث للدلالة على مقاومته للنار.
أما الاسم المألوف لهذا الحجر الشائع الأسبستوس فقد أطلقه عليه پليني في القرن الأول الميلادي، وقد ذكر في مخطوطته «التاريخ الطبيعي » توصيفاً لهذا الحجر والمواد التي دخل في صناعتها من المفارش النسيجية للموائد وحتى أكفان جثث الملوك التي كانت توضع في محارق جنائزية، حيث كانت الجثث ترمّد بالنار من دون أن تحترق أكفاﻧﻬا.
وجذب الأسبستوس خلال القرون للاحقة اهتمام الملوك والعلماء في جميع أنحاء العالم. وتظهر عذراوات فستا وهي تحرس اللهب الخالد في ضريح فستا ربة نار الموقد، وقد صنعت فتائل المصابيح من مادة الأسبستوس. وعلى الرغم من أن الأسبستوس ليس سوى حجر طبيعي إلا أن الأساطير ارتبطت باسمه حتى القرون الوسطى فاعتقد البعض أن الأسبستوس ينمو كالشعر على جسم حيوان السلمندر الأسطوري الذي يستطيع العيش في النار دون أن يحترق، وقد تبنّت فرنسا صورة حيوان السلمندر المحاط باللهب في مطلع القرن السادس عشر شعاراً للملكية ووضعته على راياتها ونقودها المعدنية ويحكى أن الإمبراطور شارلمان كان يلقي غطاء مائدته المصنوع من الأسبستوس في النار ليُدخل الذعر في قلوب مدعويه. وقد أخذ الأسبستوس أسماءً كثيرةً نذكر منها: الزغب الصخري والكتان الذي لا يحترق والجلد الجبلي وحجر الشبّ الريشي.

أنواع الأسبستوس
الأسبستوس اسم شائع يشمل السيليكات المعدنية اللاعضوية التي تظهر بالشكل الليفي، وتتميز هذه السيليكات بوجود ألياف مجهرية تشبه الإبر يؤدي استنشاقها إلى حدوث أمراض صدرية خطيرة مثل سرطان الرئة والأسبستوسيس Asbestosis تتواجد هذه الألياف بشكل طبيعي بسماكات mm 20 - 1 في العديد من الصخور البركانية والمتحولة، ولأن ألياف الأسبستوس مقاومة للنار والحرارة والتآكل وموصل رديء للحرارة والكهرباء ومقاومة لأحمال الضغط والشد، لذلك يجري استخدامها بشكل واسع في مواد البناء ومواد العزل الحراري ومواد العزل الكهربائي، ولكن بسبب أضرارها الصحية الكثيرة فقد تم منع استخدامها في العديد من الدول.
ومن أهم أنواعها :

-الأسبستوس الأبيض Chrysotile :
(الشكل الليفي الأفعواني)وهو من أهم مصادر الأسبستوس في العالم، حيث يشكل 95 % من إنتاج العالم للأسبستوس. وهو عبارة عن صفائح سيليكاتية حاوية على المغنيزيوم ملفوفة حول محور شاقولي مشكلاً ليفاً أنبوبياً يمثل تركيبه الكيميائي بالصيغة Mg3(Si2O5)(OH)4 وهو ذو لون رمادي؛ أو أبيض؛ أو أخضر؛ أو مصفّر مع لمعان حريري. له مقاومة عالية جداً للشدّ وأليافه ناعمة ومرنة، إنّ هذه المادّة قابلة للذوبان في الحوامض، تعتبر روسيا الاتحادية المنتج الأكبر للأسبستوس الأبيض في العالم، حيث تنتج لوحدها 46 % من الإنتاج العالمي، وكندا 23 % ، وجنوب أفريقيا 5%. يمكن لألياف الأسبستوس الأبيض الطويلة أن تنسج مع ألياف صناعة الألبسة المقاومة للحريق وستائر المسرح، بينما تضاف ألياف الأسبستوس الأبيض القصيرة إلى مواد العزل المختلفة وفي بطانات مكابح السيارات (اللبادات) ووسادات الفواصل، وتستخدم الألياف القصيرة جداً مع المواد الأخرى لصناعة الكثير من المنتجات المستخدمة في أعمال البناء كالبلاط وأنابيب الاسمنت الاسبستوسي والبلاستيك؛ والمواد اللاصقة؛ ومواد الأرضيات والأسقف. كما شاع استخدام الإسمنت الأسبستوسي في صناعة الأسقف المتموّجة، وقد أبدى الإسمنت المخلوط بألياف الأسبستوس البيضاء مقاومة ميكانيكية جيدة ومقاومة عالية للتآكل. ويتعذر استبدال ألياف الأسبستوس تقريباً في العديد من هذه المنتجات نظراً لمقاومتها العالية وسعرها الرخيص، ومن أهم أنواع الأسبستوس الأبيض الطبيعية: السربنتين وهو حجر أخضر اللون مرقط يُدعى عادةً بالزبرجد الزيتوني. تسمح أليافه الطويلة والمرنة بإمكانية غزلها وحياكتها.

-الأمفيبولات Amphiboles:
وهي أنواع من الاسبستوس أكثر قساوة وهشاشة وأقل مرونة من الأسبستوس الأبيض وتحتوي تركيزاً أقل من المغنيزيوم وهي مواد أكثر شبهاً بالزجاج لا يمكن حياكة أليافها ولكنها أشد مقاومة للحرارة والأحماض من الزبرجد الزيتوني، ومن وأكثر أنواعها شهرةً: الأسبستوس الأزرق blue asbestos أو الكروكيدوليت crocidolite ذو الصيغة الكيميائية . Na2Fe3Fe2Si8O22(OH)2 وهو ذو لون أرجواني شاحب أو أزرق مع لمعان حريري؛ وكذلك الأسبستوس البني brown asbestos أو الأموزيت amosite ، ذو الصيغة الكيميائية Mg,Fe)7Si8O22(OH)2) وهو عبارة عن رماد ذو لون أسمر أو مخضوضر أو بني زجاجي اللمعان. يملك كل الأسبستوس الأزرق والأسمر خواص مشتركة كالمقاومة العالية جداً للشدّ ومقاومة الأحماض ولهما استخدام واسع في مجال مفارش العزل، مواد العزل الحراري والصوتي، وفي المجالات التي تتطلب مقاومة الأحماض.

مشاكل التعرض للألياف الأسبستوسية
قد يسبب التعرض لتراكيز كبيرة من هذه المواد خلال وجودها في الهواء أمراضاً عديدةً، كالإصابة بالسرطان وبأمراض عصبية متنوعة وتخرب الجهاز المناعي في الجسم والإصابة بأمراض تناسلية...الخ.
ويتم تحديد الخطر الناجم عن التعرض للمواد السامة الملوثة للهواء بالنسبة لأي تجمع سكاني استناداً لقوة المادة الملوثة للهواء أي خطورتها على الصحة العامة ، ولمدة تعرضنا لهذه المادة. إنّ مشكلة ضحايا الأسبستوس هو طول الزمن قبل أن تصبح أعراض المرض واضحة، مما يجعل حقوق المطالبة بالتعويض صعبة التقديم للمحكمة فقد مات العديد من الضحايا ولم تنته دراسة حالاتهم في المحاكم،
حيث ادعت الشركات المدعى عليها بالجهل بتأثيرات الأسبستوس. ويعود الاهتمام الخاص الأول بمخاطر الأسبستوس لأحد التقارير العلمية في العام 1898 ، حيث أظهرت نتائج التقرير أن جميع الوفيّات الأولى المرتبطة بالأسبستوس في أحد المصانع كانت بعمر حوالي 30 عام.
درس أخصائي الأمراض في جامعة ليدز في العام 1929 الوضع الصحي لعمّال أحد المصانع المرجح تلوث بيئتها بألياف الأسبستوس، وقد جرت ملاحظة وجود الألياف الأسبستوسية في رئات عمّال المصنع وفي رئات رجال لم يسبق لهم العمل في المصنع. وربما أوردت هذه الدراسة أول تعرّض بيئي غير مهني مسجّل للأسبستوس.، وجرى رصد الحالة الأولى لسرطان الرئة المرتبط بالأسبستوس في العام 1935 ، وتبنت الشركات المنتجة للأسبستوس في العام 1943 تمويل دراسة تأثير الأسبستوس على الفئران البيضاء والتي أظهرت أن 81 % من الفئران الذين استنشقوا ألياف الأسبستوس الطويلة تطورت لديهم سرطانات الرئة. وقد أظهرت دراسات معمقة في العام 1955 أنّ نسبة سرطان الرئة بين عمّال هذه الشركات كان أكبر بعشر مرات من المعدل الوطني.
جاءت نقطة التحوّل الحقيقية في العام 1960 في نتائج أبحاث أحد الأطباء من جنوب أفريقيا والتي أظهرت زيادة في الوفيّات التي يسببها السرطان في عمال منجم الأسبستوس الأزرق في Transvaal ، وكانت الأورام تقتل عمّال المناجم والأشخاص الذين لم يسبق لهم العمل بالأسبستوس. كما أثبت دراسة صحية لعمّال مواقع بناء السفن الخاصة بالحرب العالمية الثانية في الولايات المتّحدة في العام 1961 وجود علاقة بين الأسبستوس المنقول مع الهواء وبين تطور المرض بعد 20 سنة أو أكثر بعد التعرّض، وأشارت الدراسة إلى أنّه من المحتمل أن تكون مصانع الأسبستوس قد عرفت هذه الأخطار منذ زمن بعيد.
ومن أشهر حوادث التعرض للأسبستوس هي حادثة مصنع الأسبستوس في Armley في مدينة ليدز Leeds والذي أغلق في العام 1958 ، حيث حدثت خلال السنوات الست عشرة التالية للإغلاق حتى العام 1993 حوالي 180 حادثة وفاة بالسرطان لأشخاص عملوا في هذا المصنع، أو سكنوا بالقرب من مناجمه أو مصانعه، أو كان لهم أقرباء عملوا هناك، حيث يمثل الأسبستوس خطراً على أسر العاملين في مجال الأسبستوس عندما يحمل العمال غبار الأسبستوس إلى منازلهم في ملابسهم.
وقد ورد في تقرير مصنع Armley أن أحد الضحايا الذي توفي عن عمر 42 سنة كان تذكر قبل وفاته كيف كانت والدته تأتي من العمل في هذا المصنع مغطاة بغبار الأسبستوس ، وقد اعتقد أن إصابته حدثت بفعل علاقته بمعطف أمه كطفل صغير. شخص آخر توفي عن عمر 43 سنة وقد تذكر قبل وفاته كيف كان يلعق أصابعه كولد، بعد أن كان يكتب اسمه في الغبار الأسبستوسي على الأرصفة خارج بيته في طفولته، وقد قامت الهيئات المسؤولة عن التلوث في فرنسا في تسعينيات القرن الماضي بإخلاء المنازل المحيطة بهذا المصنع وبإخلاء منازل جيران عمال المصنع، حتى يتم إزالة التلوث منها.

مخاطر الأسبستوس على الصحة العامة
يمكن أن يؤدّي التعرّض المهني أو البيئي للأسبستوس إلى عدّة أمراض، أهمها مرض الميزوثيليوما mesothelioma والأسبستوسيس .asbestosis ويعتبر الأسبستوس المسبب الوحيد المعروف لمرض mesothelioma الذي يسبب سرطان بطانة الرئتين، وسرطان جدار الصدر الداخلي المعروف بغشاء الجنب وهو الغشاء المحيط بالرئتين، وسرطان التجاويف البطنية المعروفة بالبريتون أو الصفاق peritoneum وهو الغشاء الذي يحد التجويف البطني ويحمي الأعضاء الباطنية وهو سرطان ليس له علاج أو شفاء.
بالرغم من أنّ السرطانات المرتبطة بالتعرض للأسبستوس يمكن أن تأخذ زمناً طويلاً لكي تتطور قد يصل حتى 10 – 50 سنة، إلا أنها في النهاية هي سرطانات قاتلة دوماً، إن التعرّض لمستوى عال من تركيز الأسبستوس يسبب أمراضاً تنفسية تبدأ بانقطاع النفس والسعال الجاف ثم يؤدّي بعد فترة إلى العجز الحادّ عن التنفس ويقود في النهاية إلى الموت.
ويسبب الأسبستوس زيادة خطورة سرطانات الرئة وخصوصاً لدى المدخنين. ونادراً ماتكون الفترة من التعرض الأول حتى تطور المرض أقل من 10 سنوات وهي عادةً أكبر من ذلك بكثير.
يمكن أن تدخل جزيئات الأسبستوس إلى القصيبات التنفسية، ومن ثم إلى الأكياس الهوائية الطرفية (الحويصلات)، ويعتمد وصولها إلى الأكياس الهوائية الطرفية على سمكها فتصل الجزيئات ذات الحجم الصغير (الأقل من 4 ميكرومتر) إلى الحويصلات، حيث تتصرف تصرف الغازات السامة وإذا قامت هذه الجزيئات باختراق جدار الأوعية الدموية فقد تصل إلى أعضاء أخرى، وقد تسبب سرطانات الكلى والصفراوية والسرطانات المعوية.
ولقد وجد أن شدة الإصابة تعتمد أيضاً على تركيز ألياف الأسبستوس في الجو ومدة التعرض للألياف واستجابة الشخص نفسه، كما يختلف التأثر باختلاف حجم وشكل الألياف ودرجة ذوبانها، فالألياف المتموجة يتم احتجازها في النظم التنفسية العليا (الأنف والبلعوم الأنفي والحنجرة والقصبة الهوائية)، ويتم طردها عن طريق الأهداب المخاطية، وإذا وصلت أليافها إلى الرئة يسهل إزالتها لأنها أكثر ذوباناً؛ لذا لا يسبب هذا النوع أورام الغشاء البلوري الخبيثة، أما الألياف المستقيمة فإنها تصطف في اتجاه الهواء لتصل إلى أعماق الرئة وبذلك تسبب أورام الغشاء البلوري الخبيثة.

التخلص من مشاكل الأسبستوس :
وحتى نعي المشكلات التي نتعرض لها اليوم وفي المستقبل من منتجات الأسبستوس فلا بد لنا أن نشير إلى مجالات استخدامه الواسعة جداً حيث استخدمه منتجو عصير الفواكه والخمور والسكر في مصافي لتنقية منتجاﺗﻬم، واستخدمه جراحو القلب في خيوط الجراحة، كما استُخدم في صناعة معاجين الأسنان، وأضيف إلى الصلصال لصناعة التماثيل، كما أضيف إلى الثلج الاصطناعي، وصنعت منه ضمادات جراحية سهلة التعقيم، واستخدمت خلائط من البلاستيك والأسبستوس لصناعة الأزرار وأجهزة الهاتف واللوحات الكهربائية، كما استخدم بشكل مشترك مع المطاط في حماية الجدران الفولاذية لخزانات وقود الدفع الصلب للمكوك الفضائي لحمايته من الاحتراق بفعل درجات حرارة الإطلاق العالية جداً، وفي خلايا المحللات الكهربائية للغواصات البحرية، إضافة إلى استخدامه في مجالات البناء المختلفة.
ولابد من الإشارة إلى أن مشكلة الأسبستوس لا ترتبط بالمادة المصنعة وإنما ترتبط بالمشاكل المتعلقة بالعمال خلال عملية التصنيع والصيانة والإصلاح لهذه المادة فلم يثبت حتى الآن انتقال ألياف الأسبستوس من أنابيب الاسمنت الأسبستوسي الناقلة لمياه الشرب إلى تركيب المياه عندما تكون المادة جديدة غير مفتتة، وتكون مشكلة هذه الأنابيب في عمليات تصنيعها وصيانتها واستبدال أجزاء منها، لذلك أغلب ما تقوم بفرضه الهيئات البيئية والصحية حول العالم هو إلزام العمال بوضع كمامات وملابس واقية في حالة تعرضهم لمستوى معين من غبار الاسبستوس، وإلزام الشركات بوضع غرفة خاصة للعمال ليتمكنوا من تغيير ملابسهم بعد العمل مما يحميهم من حمل هذا الغبار في ملابسهم إلى منازلهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن هولندا لوحدها أنتجت حوالي ثمانية ملايين طن من المنتجات الحاوية على الأسبستوس في القرن العشرين، كانت في معظمها منتجات الإسمنت الأسبستوسي المستخدم في أعمال البناء المختلفة.
وعلى الرغم من أن استخدام الأسبستوس قد منع منذ العام 1993 إلا أن حوالي أربعمائة شخص في هولندا لوحدها لقوا حتفهم في العام 2007 بسبب مرض الميزوثيليوما الذي يعتبر التعرض للأسبستوس هو السبب الوحيد المعروف لهذا المرض.
فعلى الرغم من أن استخدام الأسبستوس لم يعد مسموحاً به منذ فترة طويلة إلا أنه يمكننا باستمرار مشاهدة الأسبستوس في بيئتنا اليومية ويعتقد أن آثاره الصحية ستستمر لفترة طويلة جداً .
وقد أصدرت الكثير من البلدان حول العالم تشريعات ملزمة بالاستبدال التدريجي لمنتجات الأسبستوس بمواد أكثر أماناً، إلا أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء من إيجاد مادة بديلة تحل محل الأسبستوس وتملك مواصفاته الرهيبة.

المراجع :
1- Kazan-Allen, L. (2004). Canadian Asbestos: a global
concern. International journal of occupational and environmental
health, 10(2), 121-143.
2- Frey, R. S. (2006). The international traffic in asbestos. Nature,
Society, and Thought, 19(2), 173-180.
3- James E. Alleman and Brooke T. Mossman, (1997). Asbestos Revisited
Once considered safe enough to use in toothpaste, this unique substance
has intrigued people for more than 2,000 years. Scientific American,
277(1), 54-7.
4- WHO. Asbestos. In: Air Quality Guidelines, 2nd ed. Copenhagen:
WHO Regional Office for Europe; 2000.
5- Virta RL. Asbestos. In: USGS 2004 Minerals Yearbook. U.S.
Department of the Interior, 2005:8.1-8.3.


0 comments: