Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

التلاعب بمناخ الأرض والتحكم بكوارثها ...عندما يتحول الطقس إلى سلاح ....الأدب العلمي العدد السادس والعشرون


د.م. بسام العجي *

قد لا تعجب هذه الفكرة متصوفي الأديان السماوية الذين يؤمنون بأن السحاب والمطر والعواصف والزلازل والبراكين هي من صنع الله ، بينما قد تعجب هذه الفكرة متبني فكرة المؤامرة الذين يؤمنون دوماً أن شخصاً ما في مكان ما يحيك كل شيء ويدبر كل المصائب عبر مجموعات موزعة في كافة أنحاء العالم، وغالباً ما تتوجه أنظارهم نحو الماسونية العالمية ، وبما أن أدلتنا غير مكتملة حول هذه الفكرة فسنقف في منتصف المسافة لنعرض بعض مما لدى العالم من شكوك حول قدرة بعض الهيئات أو المنظمات أو الحكومات على التلاعب بمناخ الأرض والتحكم بالكوارث فيها من خلال توجيه الزلازل وإثارة البراكين وتحريك العواصف في أي منطقة على الكرة الأرضية.
ركزت الاشتباكات بين المفاوضين البيئيين الرسميين ولوبيات عمل أمريكية على رفض واشنطن التامّ للالتزام بتعهدات تخفيض ثاني أكسيد الكربون وفق اتفاقية كيوتو 1997 ، ولم تدخل تأثيرات التقنيات العسكرية على مناخ العالم حيز النقاش أو القلق، لتتحول بعد ذلك النقاشات المتزايدة في الأمم المتّحدة حول التغيرات المناخية المدمّرة من أثرها على ارتفاع درجة حرارة الأرض واستنزاف طبقة الأوزون إلى إمكانية أن تكون هذه التغيرات جزءاً من جيل جديد لأسلحة متطوّرة، إلى أن أصبحت مناقشة قضية التلاعب المناخي المتعمّد للاستعمال العسكري جزءاً من جدول أعمال مجموعات العمل البيئية المشاركة في مؤتمر لاهاي لتغير المناخ في تشرين الثّاني لعام 2000 والتي ربطت برامج weather warfare و environmental modification techniques بالتغيرات غير المفهومة للمناخ، وقد أكدت منظمة المناخ الدولية وجود أكثر من مئة مشروع جار تنفيذه في عدد من دول العالم للتحكم في المناخ.

حوادث مشبوهة للتلاعب بمناخ الأرض والتحكم بكوارثها :
تعتبر مشاريع التلاعب بالمتغيرات المناخية شكلاً جديداً لحرب خفية وأحد أوجه حرب النجوم وشكلاً من أشكال أسلحة الإبادة الجماعية، وقد كتب عالم الفيزياء الفلكية جون بيير « إن هذا الأسلحة ستُضعف أي دولة تُستخدم ضدها، حيث يمكن تصدير كوارث طبيعية بوسائل تبدو متواضعة تستطيع إحداث زلازل أو كوارث متنوعة أخرى تمهد لأحداث أو تغيرات متعددة في هذه الدولة. وتشير اتهامات بعض الدول الكبرى لبعضها البعض إلى حقيقة وجود تقنية السلاح المناخي هذه:
- أكدت العالمة المشهورة الدّكتورة روزالي بيرتيل Rosalie Bertell أنّ العلماء العسكريين الأمريكيين يعملون على أنظمة الطقس كسلاح محتمل يوفر إمكانية تحسين العواصف وتحويل بخار الأنهار في الغلاف الجوي للأرض لافتعال الجفاف أو الفيضانات الموجّهة.
- عمل مكتب التحكم في المناخ الصيني على توفير طقس مناسب لضمان أجواء مثالية للألعاب الأولمبية في الصين في العام 2008 .
- قدم الفيزيائي الأميركي هارولد لويس استقالته في العام 2010 من مؤسسة الفيزياء الأميركية ( (APS اعتراضاً على الطريقة التي يُدار بها ملف ارتفاع درجة الحرارة، وعلى أن آلاف المليارات من الدولارات تذهب هباءً جراء أبحاث التحكم في المناخ التي ستُبيد العالم، وذكر لويس في استقالته «إن هذا أكبر تزييف علمي أراه على مدار الستين عاماً من حياتي العلمية »، وأضاف أن الأسباب الحقيقة لارتفاع درجة الحرارة لا تكمن في انبعاث الغازات السامة، بل في أموال البيزنس التي أفسدت العلماء بشكل عام، وعلماء الفيزياء بشكل خاص، وقام بعد عام على ذلك بتسريب الرسائل الالكترونية المتبادلة بين علماء الفيزياء في هذا الشأن بما عرف فيما بعد بفضيحة المناخ  climate gate .
- أشار هارولد ويلزر أنه بفضل اعصار كاترينا تمكنت حاكمة مقاطعة لويزيانا من أن تُعلن القوانين العرفية، والتي أعطت من خلالها أوامر للحرس الوطني بإطلاق النار على «الغزاة السارقين »، وهم بالنسبة لها السود والفقراء من سكان الولاية الذين شُرد منهم 250 ألف مواطن وأصبحوا مشردين.
- ذكرت الاستخبارات الروسية، وكذلك الرئيس الفنزويلي شافيز أن الزلزال الذي ضرب هاييتي ما هو إلا تدريب لشن هجوم هادئ خفي على ايران. وأشارت القناة الخامسة الفرنسية إلى أنه تم إرسال عشرة آلاف جندي أميركي وبارجة نووية إلى هاييتي، التي تقع على بُعد ألف كيلومتر من فنزويلا، بهدف تقديم مساعدات إنسانية، مع العلم أن هذه الجزيرة لا تحوي تعداداً سكانياً يذكر، وأن هذه الكارثة ما هي إلا مبرر يسمح لواشنطن بالاقتراب من سواحل فنزويلا على خلفية الخلاف الذي نشأ بين فنزويلا وكولومبيا بسبب قبول الأخيرة استقبال جنود أميركيين في قواعدها العسكرية.
- اتهم يويشي شيماتسو رئيس تحرير صحيفة يابان تايمز ويكلي اليابانية الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل باصطناع الزلزال الذي ضرب فوكوشيما اليابانية في آذار 2011 والذي نجم عنه تسربات نووية في اليابان، وأضاف أن هذا الزلزال جاء كعقاب لليابان من اسرائيل التي أيدت إعلان الدولة الفلسطينية. كما أشارت دراسة صادرة عن مركز غودارد لأبحاث الفضاء التابع لوكالة ناسا إلى تورط الولايات المتحدة الأميركية في حدوث هذا الزلزال، حيث أشار ديميتار أوزونوف فيها إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مبرر علمياً فوق المكان الذي يُعد بؤرة الزلزال قبل ثلاثة أيام من حدوث الزلزال.
- أبدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في تشرين الأول 2011 استغرابها من تساقط الثلوج في واشنطن في شهر تشرين الأول وأثناء اعتصامات حملة احتلوا وول ستريت واعتبرت ذلك إحدى الضرورات لمواجهة حملة احتلوا وول ستريت، حيث غطت الثلوج خيام المعتصمين في حينها.
- أشار وليام دين أحد كتاب نيويورك تايمز في مقال له إلى أنه من المنتظر حدوث زلزال يصيب كاليفورنيا في الفترة المقبلة، وأن ذلك سيكون بمثابة إنذار روسي صيني ضد أميركا إذا ما لجأت الأخيرة إلى السلاح المناخي , وبالفعل ضرب الزلزال الروسي حدود كاليفورنيا الأميركية.
- لا بد من الإشارة إلى أن % 80 من الأراضي الزراعية في أفغانستان أصابها التآكل وتم تجريفها، واختفت % 70 من الغابات، ولم تعد 50% من الأراضي الزراعية قابلة للزراعة ضمن تغيرات مناخية غير مفهومة.

شكل الحرب المقبلة :
ازداد اهتمام الجيوش العسكرية بالفضاء بعد الحرب العالمية الثانية بسبب تقدم علم الصواريخ المرتبط مباشرةً بالتقنيات النووية. تضمّنت النسخ الأولية لهذه التقنيات فكرة القذيفة التلقائية والصواريخ الموجّهة كنواقل محتملة للقنابل التقليدية وللقنابل النووية. وقد تطوّرت تقنيات الصواريخ والأسلحة النووية بشكل كبير بين الأعوام 1945 و1963 ، حيث جرت خلال ذلك اختبارات مكثفة لانفجارات نووية فوق وتحت سطح الأرض. كما استندت بعض الشروحات الشائعة لآلية حماية الغلاف الجوي للأرض من خلال أغلفة فان ألين the Van Allen belts على المعلومات المكتسبة من اختبارات طبقتي الستراتوسفير والأيونوسفير الجويتين. وحتى نشرح هذه المعلومات سنستعرض طبقات الغلاف الجوي وخصائصها.
يتكون الغلاف الجوي من أربع طبقات. تسمى الطبقة الأولى من الغلاف الجوي بطبقة التروبوسفير، وهي أقرب الطبقات إلى سطح الأرض، لذلك تتأثر خواصها الفيزيائية بسطح الأرض، وتحدث فيها معظم الظواهر المناخية والتغيرات الجوية المعروفة من ضباب، وسحب، وأمطار، ورياح، وعواصف...الخ.
تملك طبقة التروبوسفير تباعدات متفاوتة عن سطح الأرض، وتمتد هذه الطبقة إلى ارتفاع بين 8 و 18 كيلومتراً عن سطح البحر اعتمادا على خطّ العرض، أكبرها في مناطق الاستواء 18-15 كم، وأصغرها عند القطبين (8- 10 كم)، ويكون وسطي ارتفاعها 8- 12 كم. تنخفض درجة الحرارة في طبقة التروبوسفير مع زيادة الارتفاع بحدود oC 0.6 كل 100 متر تقريباً، أي بمعدل درجة مئوية واحدة لكل m 160 ، وتصل درجة الحرارة إلى أدنى حدّ لها 73 - oC 53 في الطبقة الانتقالية الرقيقة نسبياً (طبقة التروبوباوز (tropopause التي تتوضع على حدود طبقة التروبوسفير وتفصلها عن الطبقة التي تليها. تحتوي طبقة التروبوسفير على حوالي 90 % من جميع المواد الموجودة في الغلاف الجوي، وعلى تسعة أعشار الغازات الجوية، وعلى كل كمية بخار الماء تقريباً. تسخن أشعة الشمس سطح الأرض، الذي يسخن بدوره الهواء الملامس له. يرتفع الهواء الأكثر سخونة نحو الأعلى لأنه أقل كثافة من الهواء الأبرد مسبباً الحمل الحراري، ومسخناً قاعدة طبقة التروبوسفير، وبذلك فإن طبقة التروبوسفير تسخن بفعل الطبقات السفلى مما يجعل هذه الطبقة تمتاز بالتيارات الشاقولية القوية التي تعطي أنماط الطقس والخلط السريع لمكوناته. تسمى الطبقة الثانية من الغلاف الجوي بطبقة الستراتوسفير، والتي تمتّد إلى ارتفاع حوالي 50 كيلومتر، وتسمى أحياناً بطبقة الأوزون Ozonesphere نتيجة تجمع وتولد غاز الأوزون في السماكة العلوية منها بتركيز غير كبير. تقوم هذه الطبقة، نتيجة وجود طبقة الأوزون فيها، بحماية الكائنات الحية على كوكب الأرض من الإشعاعات المؤذية. يوجد في طبقة الستراتوسفير حوالي 19 % من كتلة الهواء إضافةً إلى كميات قليلة جداً من بخار الماء. ترتفع درجة الحرارة ضمن هذه المنطقة بحدود 0.2 - oC 0.1 كل 100 متر تقريباً، وتصل إلى ما يقارب oC 17 في الحدّ الأعلى من طبقة الستراتوسفير أي في الطبقة الانتقالية التي تفصلها عن الطبقة التي تليها والتي تسمى طبقة الستراتوباوز Stratopaus  . يقوم الأوزون في هذه الطبقة بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية كما يحدث الكثير من التفاعلات الكيمياضوئية المهمة مما يسبب تسخين هذه الطبقة مقارنةً بطبقة التروبوسفير. تعتبر الحركة العمودية وحركة الخلط عبر طبقة الستراتوسفير بطيئة جداً مقارنةً بهذه الحركة في طبقة التروبوباوزا (تأخذ سنوات مقابل أيام). يمكن أن يخترق الهواء المرتفع السريع من طبقة التروبوسفير غطاء الستراتوباوز ناقلاً مكوناته إلى هذه الطبقة، وتساهم العواصف الاستوائية العنيفة بشكل خاص في مثل هذه العملية. تصلح هذه الطبقة للطيران نظراً للاستقرار النسبي لطقسها.
تسمى الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي بطبقة الميزوسفير Mezosphere والتي تمتد أعلى طبقة الستراتوسفير بارتفاع من 50 كيلومتراً إلى حوالي 90 كيلومتراً. تقوم هذه الطبقة بحماية كوكب الأرض من جميع الشهب والنيازك التي تضل طريقها وتتجه نحو الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، حيث تحترق فيها وتتحول إلى رماد. أما الطبقة الرابعة من الغلاف الجوي فتسمى بطبقة الثرموسفير والتي تتكون من طبقتين تسمى الأولى بالطبقة الأيونية Ionosphere وهي طبقة سميكة جداً تمتد من ارتفاع 90 كيلومتراً إلى حوالي 800 كيلومتر. يطلق على هذه الطبقة اسم الطبقة الأيونية لأن الغازات فيها متأينة، وهذا هو أيضاً سبب ارتفاع درجة الحرارة في هذه الطبقة، وأكثر عمليات التأين شدة تقع في مجال الارتفاعات 220 - 400 كم. تقوم هذه الطبقة بعكس الموجات اللاسلكية إلى الأرض، مما يسمح بانتقال الموجات الإذاعية القصيرة من مكان لآخر على سطح الأرض. يحدث الانقلاب الحراري الثاني على ارتفاع حوالي 90 كيلومتراً حيث ترتفع درجة الحرارة من 200 إلى 300 كالفن، وتعتبر التفاعلات الكيميائية المسؤول الأساسي عن هذا التغير في درجة الحرارة. أما الطبقة الثانية التي تلي الطبقة الأيونية فهي طبقة الايكزوسفير exosphere والتي تمتد حتى الفراغ الفضائي . يشير البعض إلى تسمية الطبقتين السابقتين بالأيونوسفير والتي يعتبرون امتدادها في الفضاء الخارجي حتى 50000 كم أعلى سطح الأرض. يطلق العلماء على غلاف الحماية الأرضي الممتد من 3200 كم حتى الحقول المغناطيسية تسمية أغلفة فان ألين والتي اكتشفت في 1958 خلال الأسابيع الأولى من إطلاق القمر الصناعي الأمريكي الأول  Explorer I. تقوم هذه الأغلفة بحماية الأرض من الأشعة الكونية التي تدخل من الفضاء بين النجوم للنظام الشمسي وتتكون من بروتونات عالية الطاقة (أعلى من 100 MeV )، وتتلخص فكرة التلاعب بالمناخ في إمكانية إطلاق حزمة كهرومغناطيسية هائلة على شكل شعاع من الجسيمات الدقيقة المشحونة بشحنات عالية من خلال زيادة سرعة البروتونات والأيونات في ذرات المادة لإنتاج سلاح كهرومغنطيسي ذي استطاعة جبارة قد تسبب الصواعق الطبيعية في الأهداف التي تتجه إليها في أية نقطة على الكرة الأرضية، وتستطيع حرق وقود الأجسام المتحركة كالصواريخ وتخريب أجهزة التوجيه الالكترونية فيها بما يشابه تعرضها لصاعقة طبيعية، كما يمكن استخدامها لرفع أو خفض درجة حرارة الجو مما قد يسبب خصوبة بعض المناطق الصحراوية أو تصحر بعض المناطق الزراعية . تشير بعض مصادر تكنولوجيا الأسلحة إلى توفر إمكانيات تنفيذ إطلاق حزمة كهرومغناطيسية مماثلة فقد أشارت المصادر السابقة إلى أن الولايات المتّحدة أطلقت في نيسان 1992 سلاح نبض كهرومغناطيسي (EMP)خلال عملية عاصفة الصحراء صمّم لتقليد الوميض الكهربائي الناتج عن قنبلة نووية، وقد بني لاختباره مختبر بمساحة 23,000 م 2 على قاعدة كيرلاند الجوية في العام 1989 . استطاع جهاز الاختبار توليد شعاع الكترون قادر على إنتاج نبضة بطاقة 20 تريليون واط تدوم 20 – 25 بليون ثانية، هذا المعجل الانشطاري قادر على إنتاج نبضات من أشعة غاما أو الاشعة السينية. ويعتقد أن الجهاز السابق اختبر على ما يبدو أثناء حرب الخليج على الرغم من أن المعلومات التفصيلية عن ذلك غير موجودة. ويعتبر مشروع هارب HAARP (الأبحاث في مجال الترددات العليا للشفق القطبي الشمالي) الأمريكي أحد أهم مشاريع التلاعب بالمناخ العالمية. يتم إدارة المشروع من ألاسكا، ويدير المشروع ويموله سلاح الجو الاميركي مع البحرية الاميركية، وهو عبارة عن منظومة من 120 هوائياً عملاقاً قادراً على بث حزم راديوية مكثفة عالية التردد إلى طبقة الأيونوسفير لخلق تشويه محلي مسيطر عليه في هذه الطبقة يعمل كقرص عاكس لهذه الحزم واعادتها بترددات مختلفة للمناطق المستهدفة على سطح الكرة الارضية.
ابتدأ التطبيق التجريبي لهذا المشروع بعد حرب الخليج الثانية 1991 وعلى ما يبدو أن النجاحات الأولية لبعض عناصر المشروع شجعت على تخصيص مئات المليارات لمتابعة الجانب التطبيقي للمشروع.
يعتقد أن مشروع هارب HAARP سيمكن الولايات المتحدة من إطلاق 3.6 غيغاواط كقوّة إشعاعية فعّالة إلى الأيونوسفير قادرة على تنفيذ مجموعة كبيرة من المهام كتوليد تردّد منخفض جداً ( ELF ) يمكن استخدامه للتواصل مع الغواصات، وكتركيز كميات كبيرة من التردد العالي ( HF ) ....الخ، ويمكنه مستقبلاً تدمير أو تعطيل أنظمة الاتصالات الحربية أو التجارية في كافة أرجاء العالم ؛ والتحكم بأحوال الطقس وتعديل المناخ بشكل انتقائي على كامل الكرة الأرضية والذي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار النظم الزراعية والبيئية ؛ وتغيير الحقول الكهرومغناطيسية للتلاعب بالحركة التكتونية لصفائح الكرة الارضية؛ واستخدام تقنية الشعاع الموجه لتدمير أهداف معادية من مسافات هائلة؛ واستخدام أشعة قد تسبب السرطان أو النوم أو الخمول أو التهيج الذي قد يسبب الهلوسات والعدوانية. يمتلك الروس مشروعاً شبيهاً بمشروع هارب يسمى نقار الخشب ويختلف عنه بالهوائيات الشاقولية العملاقة عوضاً عن الهوائيات الأفقية الأمريكية، كما تمتلك الصين مشروعاً شبيهاً آخر. كشف تقرير لمجلة «العلم والسلاح » الأمريكية أن إسرائيل قامت بتطوير سلاح أيكولوجي يسمى «الكيمتريل »، تحت إشراف علماء الطقس الإسرائيليين. وذكر التقرير أن «الكيمتريل » متطابق مع نظرية مخلفات الطائرات النفاثة؛ فعندما تعبر الطائرات النفاثة التي تطير على ارتفاع متوسط في مجال «الستراتوسفير »، حيث لا توجد تيارات هوائية وتصل درجة الحرارة إلى تحت الصفر ستترك خلفها شريطاً سحابياً أبيض اللون يتكون من بخار الماء المتكثف كحبيبات ثلجية، والذي يتلاشى تدريجياً خلال عدة دقائق يطلق على هذا الشريط اسم «كونتريل . » وقد أشار التقرير أن إسرائيل استطاعت تزويد طائراتها النفاثة بمستودعات إضافية تحمل الكيماويات المستخدمة في السلاح، وبمضخات ذات ضغط عال تقوم بإطلاق الكيماويات السابقة على شكل إيروصولات تخرج من الحافة الخلفية لأجنحة الطائرة فوق فتحة خروج عادم الوقود. ويستمر هذا الشريط الأبيض الذي يطلق عليه اسم الكيمتريل مرئياً لعدة ساعات. وقد أشير إلى هذا السلاح في عام 2003 بواسطة عالم كندي وقع بصره بطريق الخطأ على وثائق سرية عن إطلاق «الكيمتريل » فوق كوريا الشمالية، وأفغانستان، وإقليم كوسوفو، والعراق والسعودية في حرب الخليج. وأشير إلى أن إطلاق سحابات الكيمتريل تخفض بشكل كبير درجات الحرارة في الجو وتخلف الجفاف والأمراض والدمار البيئي بفعل استخدام أوكسيد الألومنيوم ضمن الكيماويات المطلقة. وقد يسبب الغبار الناجم عنه انكماش في حجم الكتل الهوائية مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة ولتغير في المسارات المعتادة للرياح، كما تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار، كما يصاحب ذلك انخفاضاً واضحاً في مدى الرؤية بسبب العوالق الكيماوية  للمكونات الهابطة إلى الأرض. وأشارت تقارير أخرى إلى أن عملية إطلاق الكيمتريل قد حدثت فوق الأراضي المصرية عام 2004 وأدت ذلك إلى نزوح آلاف من أسراب الجراد إلى مصر بفعل الرياح، وكذلك فوق أجواء كوريا الشمالية التي تحول طقسها إلى طقس جاف مما أدى إلى إتلاف محاصيل الأرز، وكذلك في منطقة تورابورا بأفغانستان مما أدى إلى تجفيفها ودفع سكانها إلى الهجرة، ويعتقد أن هذا السلاح تم استخدامه فوق العراق قبل حرب الخليج وقد طُعم الجنود الأمريكيون باللقاح الواقي من الميكروب الذي حُمل مع الكيمتريل، ورغم ذلك يشاع أن 47 % منهم قد عادوا مصابين.
لعب المناخ عبر التاريخ دوراً كبيراً في مجرى الأحداث العسكرية، فسقوط سوموزا جاء بعد زلزال أرضي، وكان الشتاء القارص الذي أهلك المحاصيل الشتوية، ومنها القمح، أحد الأسباب الرئيسة في قيام الثورة الفرنسية، وكان لعمليات بناء السدود السبب الأهم في هجرة أعداد هائلة من السكان من المدن والقرى إلى معسكرات إيواء كما حدث في مدينة لاجوس. ويتوقع علماء المناخ والفيزياء أن ترتفع درجة الحرارة خلال العقود القادمة مما قد يعني أن هناك تغيرات جوهرية ستطرأ على العالم خلال نفس الفترة سنرى خلالها كوكباً مختلفاً عما نعرفه. ويشار إلى أن تغيراً بسيطاً نسبياً في درجات الحرارة قد يقود إلى كوارث مفجعة فعلى سبيل المثال أورد Daniel تصوراً لما سيحدث لجنوب فلوريدا ومانهاتن إذا ارتفعت مستويات البحر بمقدار 3.5 متر بفعل ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ذوبان الجليد القطبي، مشيراً إلى اختفاء مساحات هائلة من السواحل في هاتين المنطقتين. لذلك فإننا نرى أنه من الضروري للعالم كله أن يشارك في مراقبة نشاطات التلاعب بالمناخ لأن الخطر يحيط بنا جميعاً من سلاح يبدو أنه أخطر من جميع أسلحة الدمار الشاملة .

المراجع :
- C.L. Herzenberg, Physics and Society, April 1994.
- R. Williams, Physics and Society, April 1988.
- B. Eastlund, Microwave News, May/June 1994.
- W. Kofman and C. Lathuillere, Geophysical Research Letters, Vol 14,
No. 11, pp 1158-1161, November 1987 (Includes French experiments at
EISCAT).
- G. Metz and F.W. Perkins. “Ionospheric Modification Theory: Past
Present and Future”, Radio Science, Vol.9, No. 11, pp 885-888, November
1974.

*قسم الهندسة البيئية –كلية الهندسة المدنية –جامعة دمشق 

0 comments: