Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

حين نفقد الوزن أين يذهب الدسم ؟ ...الأدب العلمي العدد الثلاثون


ترجمة ابتسام نصر الصالح

كان النقص في المعلومة جلياً ولم يلاحظه أحد إلا هو . إنه الفيزيائي روبين ميرمان هو من اكتشف سر النحول(النحافة):حين نفقد شيئاً من أوزاننا ينصرف الدسم عبر الرئتين .
كشفت النشرة الطبية البريطانية وبمنتهى الجدية أنَّ ميرمان وزميله أندراو براون، مدير المدرسة التقنية وعلوم الأحياء في جامعة (نوفيل جال) جنوب أستراليا، قد قاما بنشر مقالٍ بقدر ما هو قصير وبسيط هو صادم حول هذه الثغرة الحقيقية في المعرفة العلمية. لم يكن لدى أيٍّ من أخصائيي الحمية ولا أي طبيب في الواقع فكرة حول مصير الدسم المفقود، أو بالأحرى كان لدى كل واحد منهم فكرته الخاطئة حول هذا الأمر.
يشرح الباحث أنه قد انطلق ببحثه منذ عام 2013 عندما فقد 15 كغ من وزنه. وشرع يطرح الأسئلة على الأساتذة المختصين حول الطريقة التي ينصرف عبرها الدسم من الجسد، بمواجهة النظريات المتناقضة ونقص الانسجام لمختلف النظريات ، وبخاصة فيما يتعلق بوجهة نظر القانون الأساسي لحفظ الكتلة «لا شيء يُفقد، ولا شيء يُكتسب، كل شيء يتحوَّل »، أقام الفيزيائي جدولاً إحصائياً حول معتقدات 150 من أخصائيي الحمية والأطباء و.... (ممن اهتموا شخصياً بالأمر) الذين طُرِحت عليهم الأسئلة.
 الدسم يجب أن يتَّبِع معادلة أينشتاين . E=MC² كما يشير الرسم التوضيحي البياني، فإن الغالبية يعتقدون أن الدسم بشكل شبه تام يتحول إلى طاقة حرارية، وهذا اضطراب بالأفكار حسب رأي ميرمان، لأننا بذلك حين ننحف يجب أن نطلق طاقة بقدر قنبلة ذرية حسب معادلة أينشتاين .E=MC²


وآخرون كانوا يعولون على مسألة الإفراغ عبر البول أو عبر البراز و أيضاً عبر تحول الدسم إلى عضلات. فقط بعض أخصائيي الحمية كان لديهم أخيراً الحدس الصحيح: الدسم يُصرَف عبر الرئتين بشكل ثاني أوكسيد الكربون CO2 وبخار الماء H2O هذا ما أثبته ميرمان بطريقة علمية، يجب أن نعلم أن الدسم الداخل إلى المعدة (مواد شحمية مطلقة) والمواد التي يحولها الجسم إلى دسم (مائيات الفحم أو الكربوهيدرات ومواد أخرى) تتخزَّن في الخلايا " مكونات الخلايا "على شكل جزيئات تدعى ثلاثية الطبقات، وهذه الجزيئات هي على شكل سلاسل من الكربون: وهيكلها الأساسي هي ذرات الكربون C حاملة لذرات الأوكسجين O والهيدروجين  H .
- يجب استنشاق ما يُعادل 28 كغ من الأكسجين لإفراغ 10 كغ من الدسم أشار ميرمان أنه بالحصول على الأكسجين الخارجي الذي نستنشقه، فإنَّ هذه السلاسل تنقسم لتشكل جزيئات من CO2 ومن  H2O (ماء(، التي بدورها تُطلَق عبر الزفير (الماء يخرج أيضاً عبر نظم أخرى للإفراغ من الجسد الإنساني).
قوانين الكيمياء تقول إنه لفقدان 10 كغ من الدسم، يجب استنشاق 28 كغ من الأوكسجين(الغاز له وزن): التفاعل بين المنتَجين 28 كغ من co2 و 11 كغ من الماء هذا ما يعني بالنهاية أن 10 كغ من الدسم قد تحولت إلى 8،4 كغ من co2 و 1،6 كغ من الماء. وها هو إذن الشكل الإجمالي للتحول (الرسم البياني):
إلا أن التنفُّس لا يفقدنا إلا 203 غرامات من الدسم باليوم إذا كنا نمارس أنشطتنا وحياتنا ونحن ماكثون في مكاننا، بينما يستمر امتصاص أجسادنا للدسم خلال وجبات طعامنا، وإذا زدنا من نمط تنفسنا للاستفادة من الأكسجين الداخل إلى الجسم وبالتالي نحصل على خسارة الدسم، فإننا نعرِّض أنفسنا لخطر الجرعة المُفرِطة: تهوية مفرِطة مصحوبة بالدوخة، واختلاجات وأخيراً فقدان الوعي. تزيد التمارين الرياضية فعلياً من حاجتنا للأكسجين: فتطرح الرئتان دسماً أكثر من 48 غراماً في الساعة. أخيراً، ليس هناك أعجوبة: لتفادي السِمنة، حين نكون بصحة جيدة ، يجب أن نراقب غذاءنا ونمارس الرياضة أو المشي – هذا ما لخَّصه ميرمان عبر مقطع فيديو (باللغة الإنجليزية).

مجلة الأدب العلمي العدد الثلاثون  ظواهروخفايا


0 comments: