Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الأخوان مونغولفييه مخترعا منطاد الهواء الساخن ....الأدب العلمي العدد الثامن والعشرون


محمد حسام الشالاتي

معظمنا يعلم أن الأخويين "رايت" الأمريكيين هما من اخترعا أول طائرة ناجحة بمحرك في التاريخ ، ولكن بعضنا فقط يعلم أن أخوين آخرين فرنسيين هما من اخترعا المنطاد الذي سبق اختراع الطائرة بأكثر من قرن من الزمن .... إنهما الأخوان مونغولفييه اللذان جعلتهما الصدفة من أعظم مخترعي البشرية ، وخلّدت اسميهما ، وربطتهما بأحد أهم الاختراعات ؛ ألا وهو منطاد الهواء الساخن (المنطاد الحراري)..فمن هما المبدعان مونغولفييه ؟

تعرف على الأخويين مونغولفييه
 ولد «جوزيف - ميشيل مونغولفييه » في بلدة «أنوناي » (قرب مدينة «ليون » الفرنسية) يوم 26 آب من عام 1740 ، و توفي في مدينة «بالاروك لي باين » الفرنسية يوم 26 حزيران من عام 1810 . أما أخوه «جاك - إتيان مونغولفييه » فقد ولد في أنوناي يوم 6 كانون الثاني من عام 1745 ، و توفي في مدينة «نيوشاتل » السويسرية يوم 2 آب من عام 1799 . و كان جوزيف (و هو الابن الثاني عشر لصاحب أحد مصانع الورق «بيير مونغولفييه ») حالِماً و ذو عقل أنموذجي للاختراع و قليل الاهتمام بالأعمال و التواصل الاجتماعي.
أما شقيقه إتيان (الابن الخامس عشر للوالد) فكان مُختلفاً عنه، فهو ذو عقل عَمَلي مُحِب للأعمال، أرسله والده إلى باريس ليصبح مهندساً معمارياً. و في عام 1772 ، و بسبب وفاة مفاجئة و غير متوقعة لشقيقه الأكبر «ريموند » الذي كان يتولى أعمال العائلة في صناعة الورق، فقد تمَّ تكليفه ليصبح المسؤول عن هذه الأعمال بدلاً منه. و خلال السنوات ال 10 اللاحقة قام إتيان بتطبيق موهبته في الابتكار التقني لأعمال العائلة (كانت صناعة الورق في القرن الثامن عشر من أهم الصناعات التقنية)، و نجح إتيان في دمج أحدث الابتكارات التي كانت مُستخدمة في الطواحين الهولندية لأعماله، وقد تَسَبَّبَ نجاحه هذا بأن تُقدِّم له الحكومة الفرنسية منحة لإنشاء «مصنع مونغولفييه » ليصبح أنموذجاً يُحتذى به بين صُنَّاع الورق الفرنسيين. و بعد وفاة إتيان عام 1799 ، خَلَفَه في «شركة مونغولفييه » زوج ابنته «ألكسوندرين » و يُدعى «بارتيليمي بارو دي لامباديير دي كانسون »، و أصبح رئيساً للشركة التي تمَّ تغيير اسمها عام 1801 ليصبح «شركة مونغولفييه و كانسون ،» و التي لا تزال حتى يومنا هذا تُنتج أوراق كانسون للفنون الجميلة، و أوراق المدرسة و الرسم و التصوير الفوتوغرافي التي تُباع في 120 بلداً.

اختراع أول مركبة طائرة
كان جوزيف هو الذي فَكَّر أولاً ببناء الآلات و ذلك في بداية عام 1777 ، عندما لاحَظَ أن غسيل الملابس المنشورة فوق النار قد تشكَّلت فيه جيوب مليئة بالهواء الساخن أخذت تتصاعد إلى أعلى. و في تشرين الثاني من عام 1782 بدأ جوزيف تجاربه الأولى في مدينة «أفينيون » الفرنسية، وقد ذكر جوزيف بعد بضع سنوات لاحقة السبب الذي جعله يُصمِّم هذا الاختراع (المنطاد)، إذ قال: «في إحدى الأمسيات كنت أشاهد إطلاق النار خلال الهجوم على حصن جبل طارق الذي استمر يوماً كاملاً، أثبت الحصن خلالها أنه منيع من كلا الجهتين؛ البحر و البر، ففكّرت في إمكانية صنع شيء من الهواء يُشكِّل أداةً لهجوم جوي، و تكون لذلك الشيء قوة الرفع نفسها التي يتمتَّع بها الغاز الناجم عن الجمر و النار ». أي أن جوزيف اعتقد أن الغاز الصاعد من النار هو غاز ذو خاصية مُميَّزة، و أَطلَقَ عليه لقب «غاز مونغولفييه »، و هو يتميَّز بخاصية كونه غازاً خفيف الوزن (و لكنه في الحقيقة يكاد يكون هواءً، حالما يزداد تسخينه يكون قابلاً للطفو في الهواء). و نتيجة لهذه التأملات قام جوزيف ببناء ما يُشبه الصندوق 1.3×1×1 متر، مصنوع من خشب رقيق جداً و مُغطَّى من أعلاه و جانبيه بقماش يُدعى «التفتة » أو «التفتا »، و هو نوع من النسيج الحريري الرقيق، و من ثمَّ قام بتكويم و إشعال بعض من الورق الموجود تحت الجزء السفلي من الصندوق، حيث لاحظ بعدها أن هذا الشيء الغريب الذي صنعه قد ارتفع و ارتطم بالسقف. بعد تجربته هذه أرسل جوزيف رسالة إلى شقيقه إتيان ليصنع له منطاداً من الورق، قائلاً له في رسالته: «بسرعة، قُمْ بالحصول على الإمدادات اللازمة لبناء منطاد من قماش التفتة مع الحبال المُستخدمة في السفن، و سوف ترى بعدها شيئاً من أكثر المشاهد إثارةً للدهشة في العالم ». فقام الأخوان ببناء جهاز مُماثل لما صنعه جوزيف، لكنه كان أكبر منه ب 27 مرة، و كان غلافه مصنوعاً من الحرير. و يوم 14 كانون الأول من عام 1782 ، كانت أول تجربة لتحليق منطاد على الإطلاق، عندما أطلقَ الأخوان ذلك المنطاد بعد ملئه بالهواء الساخن من جذوة نار أُوقِدَت تحته، إذ حلَّقَ المنطاد خلال تلك التجربة مسافة كيلومترين، وقد كانت قوة الرفع كبيرة لدرجة أنهما فقدا السيطرة عليه، بيد أنه تَدَمَّرَ بعد هبوطه مُباشرةً بسبب طيش المارَّة. و تقول روايات أخرى أن الأخوَين لاحظا صعود الرَّماد و الأوراق المُحترقة داخل المدفأة إلى الأعلى دون أن تحركها أيّة قوة خارجية، فبدأا تجاربهما بملء أكياس ورقية صغيرة بالدخان، ظناً منهما أنَّ الدخان يقدر على رفع تلك الأكياس في الجو! فما دام الهواء الساخن له القدرة على رفع الأجسام الخفيفة إلى أعلى في تيارات صاعدة، فلا بُدَّ من أن تكون له القدرة أيضاً على رفع أحمال أخرى أثقل وزناً. و لكن، و بعد عدة تجارب تَبَيَّنَ لهما أن الهواء الساخن هو الذي يتسبَّب في رفع الأكياس. و من أجل أن يتم نسب اختراع المنطاد الهوائي إليهما، قرَّرَ الأخَوان إجراء تجمُّع جماهيري في بلدتهما «أنوناي » يتم خلاله عرض تحليق المنطاد. فقاما ببناء منطاد على شكل الكرة الأرضية من قماش «الخيش » أو «التيل » المُغطَّى بقصاصات ورقية بقطر 11 متراً، و تمَّ تبطينه من الداخل بثلاث طبقات رقيقة من الورق المُقوَّى، و احتوى غلاف المنطاد على ما يقرب من 790 متراً مُكعَّباً من الهواء، و كان وزنه 225 كيلوغراماً. و تكوَّن ذلك المنطاد الهوائي من أربع قطع، هي القبة و ثلاثة قيود جانبية معقودة معاً عن طريق الأزرار التي كان عددها 1800 زر، و وُضِعَت شبكة صيد أسماك كغطاء لحبال المنطاد. ويوم 4 حزيران من عام 1783 ، حَلَّقَ المنطاد بعد إشعال النار تحته عبر إحراق كميات من القشِّ والصوف في أنوناي أمام مجموعة من كبار الشخصيات لمسافة كيلومترين خلال مدة زمنية قصيرة بلغت 10 دقائق، و قُدِّرَ الارتفاع الذي وَصَلَ إليه بين 1600 و 2000 متر. و سُجِّلت هذه المحاولة الناجحة لتكون أول صعود إلى الجو في التاريخ لمنطاد (و لمركبة أخف من الهواء). أثار ظهور المنطاد موجة من الحماس في أنحاء فرنسا، و وصلت شهرة الأخوين مونغولفييه و نجاح اختراعهما إلى باريس بسرعة كبيرة، فوُجِّهت الدعوة إلى الأخوين للحضور إلى باريس لعرض اختراعهما العجيب. لذلك ذهب إتيان إلى العاصمة لإجراء مزيد من التجمُّعات و العروض من أجل المُطالبة بترسيخ «اختراع الطيران » إلى الأخوين، و بسبب خجل و مظهر جوزيف المُتهالِك لم يذهب معه و بقيَ مع عائلته، بعكس شقيقه إتيان الذي اتَّصَفَ بالاعتدال في مظهره و قدرته على الحوار. استعد المنطاد الجديد للطيران، و أُقيم مهرجان كبير للاحتفال بإطلاقه لأول مرة، و حُمِلَ في شوارع باريس تصحبه فرقه موسيقية عسكرية كاملة، و أُطلِقَ بين هتاف الجماهير المحتشدة وحماسهم الشديد من ميدان «شامب دي مارس » يوم 27 آب 1783 ، لمسافة 25 كيلو متراً تقريباً من باريس ليحطّ في بلدة «جونيس »، حيث تسبَّب في فَزَع القرويين هناك فزعاً شديداً عندما اعتقدوا أن القمر قد هبط فوق قريتهم الآمنة! و بعد التعاون الناجح مع شركة «جان باتيست ريفيليون » المُصنِّعة لورق الجدران، قرَّر إتيان أن يبقى معها وقام بصُنع غلاف بلغت مساحته 1060 متراً مُكعَّباً من قماش الكتَّان و التفتة و الورق، و المُغلَّف بورنيش من حجر «الشب» (الذي يتمتَّع بخاصية مُقاومة الحريق). كان المنطاد بلون السماء الزرقاء و مُزركشاً بزخرفة ذهبية و مرسوماً عليه دائرة البروج و الشمس، و ظهرت فيه بشكلٍ واضحٍ اللمسات الخاصة المُميَّزة لورق جدران ريفيليون. بدأ الاختبار التالي يوم 11 أيلول من العام نفسه في ساحة قريبة من مصنع ريفيليون، و كان هناك بعض القلق إزاء الآثار المُترتِّبة على الطيران في الغلاف الجوي العلوي على الكائنات الحية (نقص الأوكسجين)، كما أن الناس كانوا يخافون من ركوب المنطاد. و عندما وَجَّهَ الملك «لويس السادس عشر » الدعوة إلى الأخوين بالحضور إلى قصر فرساي لعرض منطادهما، اقترح وضع اثنين من المجرمين في التجربة الثانية للمنطاد، و لكن المُخترعَين قرَّرا إرسال خروف و بطَّة و ديك (ما يُعادل وزن إنسان تقريباً) ليُحلِّقوا عالياً، و ذلك جرياً مع التقاليد في التجارب الإنسانية التي يتمُّ اختبارها على الحيوانات أولاً. و في 19 أيلول من عام 1783 حلَّق المنطاد «آريسوتيت ريفيليون » لمدة ثماني دقائق وعلى متنه الكائنات الحيَّة لأول مرة و عاد بهم سالمين، و كانت الحيوانات موضوعة في قفص داخل سلَّة مُعلَّقة بالمنطاد. و من الأسباب التي دعتهما لوضع الخروف كونه قريباً تشريحياً من وظائف الأعضاء البشرية. كما توقَّعا أن تكون البطة سالمةً أثناء تحليقها عالياً، فقد أُدرِجت البطة كعنصر تحكُّم يدل على الآثار الناجمة عن التحليق بالمنطاد أثناء الارتفاع العمودي. أما الديك فقد تمَّ إدراجه كعنصر تحكُّم إضافي لكونه طائراً لم يسبق له أن حلَّق إلى ارتفاعات عالية. وقد تمَّ تنفيذ كل هذا أمام حشد جماهيري في «قصر فيرساي » قُدِّرَ بنحو 130000 شخص، و بحضور الملك لويس السادس عشر و زوجته «ماري انطوانيت .» استغرقت الرحلة نحو ثماني دقائق و هبط المنطاد بسلام بعد قطعه مسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً، و وصل إلى ارتفاع نحو 460 متراً، و تمَّ إخراج الحيوانات من السلة و هي في حالة صحية جيدة. و هكذا اطمأن الإنسان و لأول مرة في تاريخ البشرية على سلامة الصعود في السماء، و لو بصورة محدودة.
مع نجاح العرض في فيرساي، تعاون إتيان مرة أخرى مع مصنع ريفيليون لبناء منطاد بلغت مساحته 1600 متر مُكعَّب، وذلك من أجل حمل البشر في رحلات جوية، فكان طول المنطاد 25 متراً و قُطره 15 متراً تقريباً. وقد غلب عليه طابع الزخارف الذهبية التي كان يستخدمها مصنع ريفيليون، فالأرقام كانت ذهبية على خلفية زرقاء داكنة و مُزركشة بزخارف ذهبية و مرسوماً فيها دائرة البروج و الشمس أيضاً، و تمَّ رسم وجه الملك لويس السادس عشر في الوسط مع المشبك الملكي لزيادة التأثير و الطابع الملكي على البالون. أما الأقمشة المُستخدمة فيه فكانت باللونين الأحمر و الأزرق، و وُضِعَت رسومات النسور الذهبية في قاعدة المنطاد. و في 15 تشرين الأول من عام 1783 ، أجرى إتيان مونغولفييه بعض الاختبارات في التحليق بالمنطاد تمهيداً لطيران أول إنسان به، و ذلك في ساحة مصنع ريفيليون. و في وقت لاحق من ذلك اليوم، أصبح العالِم الفرنسي «جان فرانسوا بيلاتير دي روزييه » أول من تمكَّن من الطيران بمنطاد الأخوين مونغولفييه المُقيَّد (المربوط بحبل إلى الأرض كي لا يجرفه الهواء و يسبح به في الفضاء إلى جهة غير معروفة)، و ارتفع به في الهواء إلى علو 24 متراً، و هو الحدّ الأقصى لطول الحبل المُتَّصِل به.
و في 21 تشرين الثاني من العام نفسه، حلَّق أحد مناطيد مونغولفييه في أول طلعة حرَّة (غير مُقيَّدة) للبشر قام بها روزييه أيضاً و لكن مع رجل آخر و هو ضابط في الجيش الفرنسي يُدعى الماركيز «فرانسوا لوران دي أرلانديز .» وقد بلغ طول ذلك المنطاد نحو 25 متراً، وقطره 15 متراً تقريباً. بدأت الرحلة من أرض «شادو دي لاميوت » بالقرب من «حديقة غابة بولونيا » في الضواحي الغربية لباريس، و حلَّق المنطاد عالياً إلى ارتفاع ما يُقارب 910 أمتار فوق مدينة باريس، قطع خلالها مسافة قدرها تسعة كيلومترات في 25 دقيقة، و حَطَّ بين طواحين الهواء خارج أسوار مدينة باريس و بالتحديد في الحي السكني المُسمَّى «ببيوتيه او كاليز .» و لاحظا في نهاية تلك الرحلة أنه لا يزال هناك ما يكفي من وقود المنطاد الهوائي، فسَمَحَ ذلك الوقود الفائض في أن يُحلِّق المنطاد عدَّة مرات أخرى (نحو أربع أو خمس مرات). بيد أنه كانت هناك نار ناجمة عن الجمر تتسبَّب في حرق الغلاف و يجب إطفاؤها، فخَلَعَ بيلاتير معطفه لإطفاء النار قبل أن يُدمَّر كل شيء (كانت مناطيد مونغولفييه تلك تُسخَّن بوساطة فرن يحرق القشَّ المُقطَّع). و يوم 19 كانون الثاني من عام 1784 ، قام أحد الأخوين مونغولفييه برحلة طيران بالمنطاد مع ستة من أصدقائه على ارتفاع 1000 متر فوق مدينة ليون.

الصدفة التي خلّدت اسمهما :
إن الصدفة الطريفة التي حصلت مع الشقيقين عندما ظنَّا أن الدخان هو الذي يرفع بقايا الأوراق المُحترقة داخل المدفأة إلى الأعلى، و التي قادتهما لابتكار منطاد الهواء الساخن... خلَّدتهما و وضعت اسميهما ضمن عظماء تاريخ الطيران. فقد تركت الرحلات الأولى للمناطيد أثراً واضحاً في ذلك الوقت من الزمان، و أصبحت من الأحداث العظيمة و المُدهشة لبني البشر. وقد طُبعت العديد من النقوش التي تصف هذا الحدث العظيم من الطيران، مثل شراء الأواني الفُخَّارية المُزيَّنة بصور بسيطة عن المنطاد، و رُسِمَت المناطيد الحرارية على مساند الكراسي، و تمَّ صنع ساعة موقد مطلية بالذَّهب البرونزي مُماثِلة لمجموعة قرص الساعة الموجودة في ذلك المنطاد. و هكذا، بدأ عصر المناطيد و فتحت السماء أبوابها للإنسان، و انتشرت فكرة المناطيد بين الفرنسيين في تلك الأيام ثم انتقلت لغيرهم، و خَلَّدَت تلك المناطيد اسم الأخوين في أرجاء المعمورة، فكان يُطلَق على أي منطاد هواء ساخن لقب «منطاد مونغولفييه».

المراجع :
- كتاب «بسائط الطيران » / الدكتور أحمد الكرداني - القاهرة 1925 .
- كتاب «قصة الطيران » / شفيق جحا و جورج شهلا - القاهرة 1948 .
- كتاب «الطيران و روَّاده في التاريخ الإسلامي » / الدكتور قتيبة الشهابي - دمشق 1999 .
- كتاب «رياضات الطيران » / محمد حسام الشالاتي - دمشق 2004 .
- كتاب «الوجيز في علوم الطيران » / محمد حسام الشالاتي - وزارة الثقافة-الهيئة العامة
السورية للكتاب - دمشق 2015 .
- كتاب «سلسلة أعلام للناشئة- أعلام في تاريخ الطيران » / محمد حسام الشالاتي - وزارة
الثقافة - الهيئة العامة السورية للكتاب - دمشق 2015 .


0 comments: