Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

كوكب المريخ ....الأدب العلمي العدد التاسع والعشرون


أ.د. طالب عمران

يعتبر المريخ كوكباً صغيراً لا يتجاوز قطره / 4215 / ميلاً أي أنه أكبر قليلاً من نصف قطر الأرض .. ويشبه يومه يوم الأرض ولا يزيد عليه إلا بمقدار / 37 / دقيقة فقط . وهو يدور حول الشمس دورة كاملة كل /  687 /يوماً و 23 ساعة وسرعته في مداره حول الشمس ( 24.11 ) كيلو متراً في الثانية . وتتعاقب عليه الفصول كما هو الحال عندنا .. وتتضح من خلال النظر بتلسكوب مناطقه القطبية ، كما تشاهد مناطق أخرى برتقالية .. إضافة لهذه المناطق هناك مناطق خضراء يشوبها لون أزرق أحياناً ، وأحياناً أخرى لون بنيّ .. وهي تختفي بتعاقب الفصول ويلاحظ أن المناطق البرتقالية التي تميل إلى الاحمرار هي التي تعطي المريخ لونه الوردي الذي يظهر لنا فيه . ويتمتع المريخ الآن بمركز مرموق بين الكواكب ، لأنه الكوكب الذي يسعى الإنسان ليحط فوقه بعد أن نجح نجاحه الباهر فوق القمر .. وربما استعمل القمر كمحطة فضائية يحط فوفها في طريقه إلى المريخ... وفي المدة الأخيرة توضّحت بعض النقاط المبهمة عن المريخ . فقد ظهر للخبراء من خلال الصور التي أرسلتها السفينة الفضائية الأمريكية ( مار ينر 9) أن سطح هذا الكوكب الأحمر يعلوه غبار كثير..
كما ظهر أنّ الزوابع الغباريّة الدائمة قد غيرت وجهه ورقعته ، فهو مشوه بفوهات براكين لا تحصى ، كانت في الماضي تنفث حممها بين حين وآخر . وبات من الثابت أن الكوكب قد تطور كثيراً ، مثل الكرة الأرضية ، وأنه لا يزال في تطور مستمرّ . ولم بعرف حتى الآن سبب تنقل البقع من منطقة لأخرى . وقد استطاع العلماء أيضاً.. طبقاً للمعلومات الواردة .. أن يفندوا النظرية القائلة بوجود ثلج الفحم على سطحه..
لقد أشارت آلات تسجيل الحرارة إلى مواقع حارة تفوق حرارتها حرارة البيئة المجاورة لها بنسبة / 25 / درجة وبالتالي فإن النظرية القائلة بأن المريخ كوكب بارد متجمد قد أهملت فهو كوكب رطب فاتر . تهبط درجة الحرارة عند قطبيه إلى / 125 / تحت الصفر . وعلى العموم فإنّ حرارة الشمس على سطحه أقل مما هي على سطح الكرة الأرضية بعدة درجات ومعدل الحرارة في المناطق المعتدلة ، يناهز / 15 / درجة فوق الصفر في النهار وفي المناطق الباردة / 70 / درجة تحت الصفر في الليل .. ونقلت المحطتان الأوتوماتيكيتان الروسيتان مارس / 2/ ومارس / 3/ صوراً تلفزيونية من مسافة تزيد عن / 260 / مليون كيلو متر من الأرض ، لعدة نقاط مختلفة من سطح المريخ.. ومن المعروف أن هاتين المحطتين ظلّتا تدوران حول المريخ لفترة طويلة، وقد تم بينهما وبين الأرض آلاف الاتصالات ، وقد التقطتا للمريخ صوراً لا يبعد بعضها عن المريخ أكثر من / 1500 / كيلو متراً وتبعد بعض هذه الصور عنه أيضاً نحو / 150 / ألف كيلو متر .


0 comments: