Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الرازي العالم الطبيب الذي مات مظلوماً ... الأدب العلمي العدد الثاني عشر


أ.د. طالب عمران

يقع كتاب "الحاوي في الطب" للرازي في ثلاثين جزءاً ، وربما كانت محتوياته هي محتويات موسوعة في الطب جمعت كل المعارف التي توصل إليها العقل البشري في الطب حتى تاريخه لقد اطلع الرازي على معارف الأمم السابقة في الطب ، واضاف عليها الكثير ، وكان حر التفكير دقيق الملاحظة ، شرح في الحاوي وجهات نظره في الأمراض وتجاربه العلاجية... وبطلب من الوزير(أبي القاسم بن عبد الله ) كتب الرازي كتاباً سماه "برء الساعة" ناقش فيه مختلف الأمراض ... وكان سبب تأليف هذا الكتاب أن جمعاً من الأطباء قد زعموا في حضرة الوزير أبي القاسم في إحدى المرات أن علاج الأمراض يحتاج إلى وقت طويل ولكن الرازي خالفهم في ذلك ..
فقد أكد أن الكثير من الأمراض يمكن أن تشفى في ساعة واحدة، وأن.. ادعاء الأطباء أن تلك الأمراض يحتاج علاجها لوقت طويل سببه الجشع واستنزاف أموال المرضى.. عند ذلك طلب الوزير منه أن يكتب كتاباً بهذا المعنى فكان كتاب (برء الساعة) لقد كان الرازي يجرب عقاقيره التي يصنعها لمقاومة الأمراض على الحيوانات ومن ذلك يستخلص النتائج ويطبقها على البشر.. إن محمد بن زكريا الرازي هو أعظم الأطباء على الإطلاق في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، كان إنساني النزعة يشفق على معاناة مرض الفقراء، ويساعدهم في كل محنهم.. يطعم الجائع ويداوي المحتاج بلا مقابل.. كان يفضل العلاج بالأعشاب وكتب كتباً في ذلك من اهمها ( كتاب القولنج).. ووضع النصائح في كتب الطبخ.. ووصف إعداد الباذنجان والبصل والخيار.. والمربيات.. كان يهتم بأثر عوامل الجو على الإنسان، وعلى إصابته بالمرض، وينصح بدخول الهواء النقي والشمس إلى البيوت، كما نصح بالرياضة والاغتسال والنظافة الدائمة..
وكثيراً ما يعج مجلسه بطلاب العلم، ونسمع مثل الحوار التالي بينه وبين طلابه:
- هل نبدأ باستقبال المرضى يا سيدي؟
- نعم يا حسن.. أدخلهم بالدور على الترتيب وانتبهوا جيداً لما أفعله..
- حاضر يا سيدي..
- انتبهوا يا أبنائي للناس حاولوا فهم ما يفكرون به ولا تسايروهم وهم في الخطأ..
ويدخل بعض المرضى:
- تفضل يا شيخ.. أنت معه.؟
- نعم.. هو والدي..
- تفضلا..
- آه.. أشعر بوجع في أسفل بطني يا سيدي، إنه مستمر..
- هل أحضرت عينة من (البول)؟
-نعم يا سيدي، ها هي..
- آه.. يبدو أنك تعاني من الحمى أيضاً..
- نعم.. إنها تأتيني متقطعة أكاد أفقد معها الوعي..
- أتشعر بألم هنا؟
- آه.. نعم..
- عندما تبول يأتي البول متقطعاً.؟
- نعم.. وأشعر بألم فظيع..
- يا عم.. سأعطيك بعض الشراب المدر للبول، قد يسقط الحصى من مثانتك.. هه.. أعطني تلك القارورة يا حسن..
- ها هي يا سيدي..
- تفضل يا عم.. اخلط نقاطاً من هذا الشراب مع كأس من الماء كرر ذلك عدة مرات في اليوم سيزول الوجع وتتخلص من مسبباته بعون الله..
- شكراً لك يا سيدي..
- أدخل المريض التالي يا حسن..
- حاضر يا سيدي..
« - سأترك استفساراتكم الآن وبعد أن
ننتهي من معاينة المرضى يمكنكم طرح أي
سؤال.. »
ويدخل مريض آخر:
- السلام عليكم.. هاهي زجاجة البول..
- وعليكم السلام.. تبدو متعجلاً..
- ستكتشف مرضى ياسيدي من هذه الزجاجة.. تفضل..
- مم تشتكي يا رجل؟
- تستطيع معرفة مرضي، لما تنظر إلى محتويات الزجاجة بعد..
- أنت تشكو مرضاً في العيون أنه الرمد أعطه يا حسن زجاجة صغيرة من على الرف هناك إنها قطرة مستخلصة من سائل الليمون الممدد ...
-كيف ولم تنظر إلى الزجاجة؟
- لأن البول لا علاقة له بوجع العينين يمكنك الذهاب..
خرج المريض وهو يدمدم:
« - كيف ؟ غريب أمر طبيبنا اليوم، أهمل الزجاجة.. ولكن كيف؟ »
- أرجوك يا سيدي فسر لي الأمر.. لم يبد الرجل مقتنعاً بالعلاج..
- آه أيها الأبناء عندما أتعاطى مهنة الطب، قررت بيني وبين نفسي أن لا أسأل شيئاً بعد تسلمي أنبوبة البول.. وقد أظهر لي الناس الاحترام والإعجاب.. ولكن لأنني لا أنظر أحياناً إلى أنبوبة البول يبدو كأن الناس لا يصدقون معرفتي بالمرض..
- كيف ؟ هذا غير منطقي..
- بالطبع يا حسن هكذا عودهم الدجالون الاستدلال إلى المرض عن طريق البول فقط وهذا ليس صحيحاً..
- تفترض العامة بذلك أن يكون الطبيب ساحراً، وهذا غير منطقي..
- أصلح الله الأطباء الذين سبقونا، أخذوها عن أبيقراط وجالينوس .. أقصد فكرة الاستدلال عن المرض بالبول، لن أسمح لنفسي بالسكوت على هذه الشعوذة..
- كلنا معك يا سيدي.. الطب مهنة مقدسة، رسالتها إنسانية وليس كل ممارس للطب طبيباً..
- يجب مراقبة الأطباء جيداً والتشدد في منحهم الإذن بممارسة المهنة..
- أعرف بعض هؤلاء يرسلون الرسل والجواسيس للسؤال عن المريض ودراسة وضعه قبل أن يستقبلوه، ليظهروا بمظهر العارف الساحر..
- إنها الخديعة بعينها سامحهم الله..
لقد استطاع الرازي بفضل تشدده وتلامذته أن يكشف العديد من المشعوذين وأجبر المسؤولين على التشدد في إعطاء الإذن بممارسة الطب.. بل وأدخل نظام الامتحانات لطلبة الطب.. الذين كان عليهم أن يمثلوا أمام لجنة من الأطباء القديرين، وإذا اجتازوا امتحاناتهم أمكن لهم ممارسة المهنة.. وبعد موت ذلك الطبيب العظيم بست سنوات فقط طبق نظام الامتحانات الدقيق وإعطاء الإجازات لممارسي مهنة الطب.. كان الرازي يبث روح الأمل في المريض، ويقوي فيه حبّ الحياة ومقاومة المرض وكان ذلك يجعل المريض متفائلاً يساعد في علاج مرضه وينجح في كثير من الأحيان..
وفي أحد الأيام وكان الرازي يقضي أيامه الأخيرة في بيت أخته خديجة.. بعد عودته من قصر الحاكم وقد ضربه على رأسه ممزقاً كتابه (في الصنعة) كان حزيناً متألماً مما آل إليه الحال، وقد آذته عقوبة حاكم الري الجائر، تلك القصة المعروفة التي سبق ان تحدّثنا عن تفاصيلها في فصل سابق ، فبعد أن قدم الرازي كتابه (في الصنعة) للحاكم وأمر له بمكافأة، طلب منه تحويل الكتاب إلى عمل تطبيقي.. أي تحويل كل نظريات الكتاب إلى واقع.. وقد حاول الرازي جهده - رغم قلة الإمكانيات المتاحة له - تركيب المواد وتقطيرها وتحويل العناصر إلى مركبات مختلفة، ولكنه لم يستطع تطبيق كل ما في الكتاب.. فعاقبة الحاكم تلك العقوبة القاسية، فعاد إلى أخته يشكو من آلام عينيه ورفض أن يعالجه طبيب لم يعرف أقسام العين التشريحية.. وانزوى في بيت أخته خديجة يعاني الوحدة والأسى.. وفي أحد الأيام فتحت خديجة الباب لطارق ملحاح:
- نعم أيها الرجل من تريد؟
- أريد رؤية الطبيب، ابنتي مريضة تكاد تموت..
- الطبيب متعب لا يعالج أحداً في هذه الأيام..
سمعت صوت أخيها:
- من في الباب يا خديجة؟
- بعض الناس يسألون عنك..
- يسألون عني وتتركينهم في الباب؟
- كما تشاء يا أخي.. سأدعهم يدخلون..
- السلام عليك يا سيدي..
- وعليكم السلام.. أهلاً بك..
- ادخلي يا ابنتي.. اقتربي من الطبيب..
- مريضة يا ابنتي.؟
- نعم يا سيدي.. أشعر بضعف شديد لا أكاد أتوازن في مسيري..
- أعطني يدك لأرى نبضها.. اسمع يا أخي أيمكنك تركنا لبعض الوقت..
« - لا بأس .. »
وخرج الرجل من الغرفة:
-اسمعي يا ابنتي مرضك ليس عضوياً، أنت تشتكين من أمر ما لا تجرؤين على البوح به..
- وماذا أفعل يا سيدي؟ لو عرف أهلي بما  أعاني لذبحوني..
- أنت عاشقة؟ هل الرجل الذي تعشقينه من قبيلة أخرى؟
- لست عاشقة يا سيدي.. إنه زوجي.. تزوجته على سنة الله ورسوله..
-وكيف ؟ ألا يعرف أهلك بذلك؟
- كنت في زيارة لقبيلة أمي قبل سنتين، وقد رآني ابن خالي الأكبر وأحبني وطلبني للزواج من والدتي.. وقد أعطته أمي وعداً بذلك.. وكان أبي وقتها يحارب في الهند مع جيش الخليفة وقد بلغنا أنه قتل.. وبعد انقضاء العدة زوجتني أمي لابن خالي.. ولم أعش معه سوى شهر واحد إذ بلغني أن أبي مازال حياً وسيعود..
- أكملي يا ابنتي..
- حالما استقبلنا أبي وكان في صحبته شاب طويل القامة عريض المنكبين قال لي:
- عفراء هذا هو زوجك المقبل.. لقد منحته موافقتي..
- ولم تجرؤي على البوح بسرك لوالدك؟
- انهارت أمي من الخوف.. ولم يبدو على والدي أنه فهم شيئاً.. وهو يدفع بالشاب ليؤكد أنني سأتزوج.. دون أن تجرؤ أمي على إخباره بحقيقة ما جرى.. وتعقدت الأمور وبدأت أفقد الوعي وتنعدم شهيتي..
- ليس مرضاً ما تعانين منه أنه مشكلة مقلقة حلها بيد والدك.. هه.. خديجة.. يا خديجة..
- نعم يا أخي..
- ادخلي الرجل..
ودخل الرجل بهدوء:
- ماذا يا سيدي الطبيب هل اكتشفت علة عفراء ابنتي؟
- من أنت يا سيدي؟
- أب يعاني من الخوف على ابنته أنا أحد عباد الله المتألمين يا سيدي..
- أنت رجل ينشد الحكمة والعقل أتى ليجربني....
- ماذا تقول يا سيدي؟
- نعم يا سيدي، ابنتك بخير ورغم مظهرها المتعب فقصتها التي حكتها لي والتي بدت منطقية قليلاً تبدو غير مترابطة.. أتعرف أن ابنتك متزوجة؟
-متزوجة؟ كيف . ؟ ولم يخطبها أحد بعد.؟
- هكذا قالت لي وروت لي حكاية لم أقتنع بها فهي كما قالت قضت شهراً مع زوجها ولكنها تبدو لي عذراء لم يمسها رجل لست أدري ما الذي دفعها لتلك القصة ولست أدري أيضاً سبب اصطحابك لها إلى هذا البيت..
- آه.. يا سيدي.. لا تؤاخذني.. جئنا إليك نختبر حكمتك وعقلك وقد زعم الناس أنك فقدت رشدك بعد أن عاقبك المنصور حاكم الري..
قالت الفتاة بخجل بالغ :
- أرجوك يا سيدي لا تؤاخذنا.. لم نعرف أن عقلك يزن عقولاً كثيرة..
- سامحكم الله..
همهمت خديجة وقلبها مليء بالقهر «آه يا أخي.. يعتقد الناس أنك مجنون »
ويخرج الرجل وابنته يجران خيبتها وخجلهما.. ويطرق الباب ثانية:
- السلام عليكم..
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. نعم ماذا تريد؟
-جئت أطمئن على حياتك يا سيدي ألم تعرفني؟ أنا حسن تلميذك القديم..
- حسن بن نعمة الله العبسي.. أشهر طبيب في البصرة..
- ما بك يا سيدي تبدو متعباً؟
- أتعبني الناس وسلوكهم السيئ..
قالت خديجة لحسن متألمة:
- يظنون بأخي الظنون.. يعتقدونه مخبولاً بعد ضرب المنصور حاكم الري له..
- قاتل الله ذلك الحاكم الظالم.. لم يعرف أي ذنب اقترفه.. بحق الإنسانية وقد أساء إليك أيها العالم الكبير..
- سامح الله الناس.. لم أسئ إليهم يوماً، كان همي ينصبّ على عونهم ومساعدتهم في علاج أمراضهم..
- ولن ننسى ذلك أبداً كنت قدوتنا وستظل أستاذنا وكبيرنا أيها الأستاذ الطبيب.. وهمست الأخت ملتاعة وهي ترى حسناً يتهيّأ للرحيل بهذه السرعة :
- صحته تتدهور يا حسن.. نفسه تعاف الطعام، يقطع وقته بقراءة القرآن والكتابة .. يسهر كثيراً ويشكو من ألم عينيه.
- بودي أن أقضي وقتي قربه، استمع لنصحه وإرشاده، ولكن الواجب يستدعيني أن أذهب للبيمارستان العضدي، الذي كان له الفضل الأول في بنائه..
وتدهورت صحة الرازي.. وقضى بهدوء في بيت أخته.. وحين عاوده حسن سمع بكاء خديجة الذي يقطع القلب.. كانت تبكي رجلاً أعطى الكثير، وقنع بالقليل ، كان نموذجاً فذاً وأحد أعظم أطباء الإنسانية على مر العصور..
- كان يتكلم معي، وفجأة توقف، وحين انتبهت له اعتقدته نائماً، ولكن صمته لم يعجبني، هززته فلم يتحرك كانت روحه خارج جسده رحمه الله..
- رحمه الله.. بدأ الناس يتدفقون لرؤيته، وبعد قليل يحضر شيوخ الأطباء هنا..
- وأين كانوا وهو يجتر أيامه وحيداً معزولاً يعاني قسوة الحياة وقلة الأصدقاء.؟
- سامحهم الله.. لم ينتبهوا إلى أنهم فقدوا أعظم الأطباء.. آه.. رحمة الله عليك يا أستاذي ومعلمي..
- أتريدين شيئاً يا سيدتي، لن أبخل بعونك أبداً..
-قضيت غالبيّة أيامي معه ، كيف سأستطيع الحياة بعده؟ سأظل في هذا البيت ولن انتقل إلى مكان آخر..
وتركت خديجة أوراق الرازي المبعثرة لبعض الوقت، ثم جمعتها ووضعتها في صندوق ووضعت فيه أيضاً كل أشياء الرازي وحاجات ومخطوطاته المختلفة..
ومرّ الزمن.. ويأتي الوزير ابن العميد لزيارة بيت الرازي القديم في الري..
- ماذا تريد يا سيدي؟ لماذا تصر على رؤية أشياء أخي؟
ويهمس لها أحد المرافقين:
- إنه الوزير ابن العميد .. إنه معجب بأخيك وبعلمه..
وتتجول معه في البيت:
- هنا كان يكتب.. وهنا كان يقرأ .. ويضع الكتاب على صدره، وحين يغفو يقع الكتاب على صدره فيستيقظ ويعاود القراءة..
- وما ذلك الصندوق الملقى هناك.؟
- إنه صندوق به بعض أشياء أخي، أشياء مهملة قد لاتهمك يا سيدي الوزير..
- أيمكن أن ألقي نظرة عليها؟
- لا بأس..
« - ما هذا.. إنها أوراق كثيرة.. يبدو خطها واضحاً.. »
ويقرأ ابن العميد:
« - كان أبو بكر بن هلال يشكو وجعاً في موضع أمعائه .. »
- إنها أوراق غير مهمة كما قلت لك..
ويتابع القراءة :
« - وصلني محمد بن عيسى وعنده التهاب في مفصل الساق.. »
- منذ سنوات طويلة أحتفظ بهذا الصندوق، كان يجب أن أحرق كل شيء فيه..
- لا يا سيدتي، أحسنت صنعاً بالاحتفاظ بهذا الصندوق، إن ما فيه يبدو قيماً تماماً.. خذي هه.. هذه هي عدة أكياس من النقود.. أدفعها لك عن طيب خاطر مقابل تنازلك عنه..
- سيدي، هذا أكثر من اللازم..
- بل هذا أقل بكثير مما يستحقه هذا الصندوق الذي يحوي كنوز العلم والمعرفة.. وجمع ابن العميد أطباء بغداد وتلامذة الرازي وطلب منهم أن يصنفوا من هذه الأوراق.. المتناثرة كتاباً مفيداً، يدرس ويقرأ في مجالس الأطباء.. وهكذا انكبوا على عمل بدا لهم في البداية صعباً ثم أصبح ممتعاً مفيداً..
وبعد أشهر خرج إلى النور أعظم كتاب طبي موسوعي في ذلك الزمان هو (الحاوي في الطب) ظل يدرس في أوروبا بأجزائه الثلاثين، كنموذج فريد لكتاب طبي موسوعي شامل، جمع المعارف من أبيقراط حتى الرازي..
لم يتمكن تلامذة الرازي من أن يصنفوا الكتاب تصنيفاً محكماً منطقياً كما صنف هو أعماله السابقة، بل جمعوه حسب اجتهادهم فكان كتاباً ضخماً كبيراً.. يصف فيه الرازي بعض الأمراض:
« كان عبد الله بن سوادة فريسة حمى قوية كانت تعاوده كل سنة وأحياناً كل يومين وكان يصحبها ارتجاف قليل.. فقلت أن حالته ناتجة عن حمى الملاريا أو عن دمّل في كلوته وبعد قليل وجدت قيحاً في بوله فأخبرته أن عهد الحمى قد ولى .. ووصفت له مداً للبول حتى صفا البول من القيح وبعدها وصفت له دواءً ناجعاً.. »
خلف الرازي ( 230 ) عملاً ضخماً وترجمات ومخطوطات صغيرة تبحث في الطب والفلسفة والفقه والكيمياء والفلك والرياضيات والفيزياء..
ولد الرازي في مدينة الري عام 864 م وتوفي عام 925 م مقهوراً منعزلاً بعد ظلم حاكم الري له..
عدّه المستشرقون أعظم أطباء الإنسانية، وأكثرهم إيماناً بالتجريب والممارسة وتحكيم المنطق العلمي في أبحاثه ودراساته...

0 comments: