Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

هل يسمعنا الماء ؟ ....الأدب العلمي العدد الثاني


د. هاني الحجاج

(هل يسمعنا الماء ؟ ) .. هذا الكتاب سيغير نظرتك لكل قطرة ماء من حولك ، قد تصدق كل ما جاء به ، وقد ترفضه ، ولكن يبقى أن الكتاب من النوع العلمي أي أنه يحمل نظريات مثبتة، وهذا الكتاب أو فكرته ليست بجديدة فلقد تم نشر أول جزء منه عام 1999 ثم توالت الأجزاء والاكتشافات. ونحن الآن نتكلم عن آخر الأجزاء التي تم نشرها على مستوى العالم . كتاب (الرسائل الخفية من تحت الماء ) وهو الكتاب الخامس في سلسلة الكتب التي يقدمها الدكتور (ماساروا ايموتو) حول اكتشافاته المذهلة داخل نقطة الماء .
لقد أكدت جميع أبحاث الدكتور ايموتو الياباني الجنسية أن الماء يشعر بما يدور حوله. بل إن الماء يستقبل المشاعر والكلمات ويسمع الموسيقي ويتأثر بها. ولقد أدت اكتشافات الدكتور ايموتو إلي إحداث ثورة في عالم الطب البديل وفي أوساط جمعيات البيئة. فلقد تأكد لنا أخيرا أننا أمام معجزة تتأثر بنا وتؤثر علينا بعدة طرق مختلفة. وأصبحت جرعة الماء التي نشربها جزءاً هاماً من المحصلة النهائية لأفعالنا ونتيجة مباشرة لكل ما نقوم به نحن البشر في هذه الأرض. ان بعض مشايخ القرى يقرأون القرآن علي كوب ماء قبل شربه.
ومؤخراً تم إجراء تجارب على الماء والذبائح في سوريا اشتركت فيها جهات علميه ومختبرات وثبت أن الماء المذكور عليه بسم الله الرحمن الرحيم تتغير تركيبته إلى الأحسن والأنقى.. ولعل هذا السر من أسرار الوضوء حيث يضفي على الوجه نور الهي. أما لحوم الذبائح المذكور عليها اسم الله فهي تختلف تماما عن غيرها. فهي نقيه وليس فيها بكتريا ولونها مختلف ولا تتعفن بالسرعة إلى يتعفن بها اللحم الآخر .ويحدث ان يرقي البعض باستخدام كوب ماء أذابوا فيه نص من القرآن الكريم المكتوب بالزعفران ليصبح طاهراً ويشفيهم أو يمنع عنهم الحسد أو يفك عقد أو..أو..، عند شربه. والبعض لا يسمح أبداً بتعكير الماء في الزير أو آنية الشرب ويعتبر ذلك فأل شؤم ومازالت جميع الديانات تعتبر أن الماء يمكن أن يصبح طاهراً نقياً بالصلاة عليه..
فمن ينقل إلينا رسالة الماء إذن ؟

انتشرت تعاليم ومبادئ الدكتور الياباني ايموتو في أمريكا وأوروبا وكندا واليابان. وشرح عدة نظريات سريعة مفادها ان الماء يكتسب الصفات أو يستمد الهدوء من الصفات التي يمكن أن تكتب علي أي وعاء يحتويه!!
وبالتالي فان كتابة الفاظ مليئة بالحب والهدوء والسكينة يعطي الماء خواص مختلفة لها بعد ذلك قدرات علاجية على المدى البعيد جداً.
أصبح ماساروا ايموتو كنزا للناشرين في أرجاء العالم. ونشر حتى الآن 5 كتب بلغ توزيعها ملايين النسخ، جميعها حول نفس الموضوع وهو رسالة الماء. يبلغ ايموتو 57 عاما وهو ياباني تخرج في جامعة يوكاهاما بتخصص في العلوم الإنسانية. وفي عام 1986 أسس مؤسسته الخاصة ونال الدكتوراه عام 1992 في الطب البديل. تعرف ايموتو علي نظرية كريستالات الماء، وهي نظرية شهيرة لعالم أمريكي تعتمد علي قدرة عزل حالة من حالات المياه التي تظهر تكوينات مختلفة. ولكن ايموتو انطلق في محاولة ليفهم المزيد من أسرار المياه.
يبدأ ايموتو كتابه قائلا أن تفهم النظرية التي تؤكد أننا أساسا مكونون من الماء هو الأساس الذي يمكن أن نعتمد عليه في تفسير الكون وانك إذا أعدت فحص العالم من حولك من هذا المنظور الجديد فستبدأ في ملاحظة أشياء لم تلاحظها أبدا من قبل. جميع الأحداث التي يتعرض لها الإنسان في حياته تنعكس علي الماء. وبذلك يندمج الفرد مع المجتمع في محيط مائي عملاق وبإضافة قطرات إلي هذا المحيط نكون نحن قد أصبحنا جزءا منه. لقد أردت أن تصل رسالتي حول الماء وأسراره إلى أكبر عدد ممكن من الناس ولذلك قررت ان انشر في هذا الكتاب صورا عديدة لكريستالات الماء. فتصوير كريستالات الماء كان بداية بسيطة خلقت حلقات متتابعة من التأثيرات التي لمست حياتي وحياة الآخرين من حولي.
ويستمر ايموتو في مقدمة كتابه مؤكداً انه نشر أولى صور أبحاثه عام 1999 بعد 6 سنوات كاملة من البحث والدراسة. وكانت الصور قابعة في مكتبه وانه عندما قرر أن يعدها للنشر أطال النظر بها فاكتشفت أن كل صورة منها تحمل معها قصة وتحاول أن تقول له رسالة.
الغريب هو أن المؤلف يعترف بفشله في نشر تلك الصور ودراساته عبر أي دار نشر ولذلك طبعها بنفسه وبدأ في بيعها مما جعلها تنتشر في دوائر متتالية من المثقفين.
وفي غضون أشهر أصبح ايموتو أحد اشهر علماء اليابان وسافر إلي أقاصي الأرض. ويقول المؤلف ان انتشار اكتشافاته جاء في زمن يحاول فيه الناس في أرجاء الأرض التعامل مع واقع غير سعيد. ومع انتشار الكتاب والصور اندهش المؤلف من تأثر الكثيرين حوله عندما شاهدوا تأثير طاقة الإنسان وشعوره ووعيه وكلماته علي تكوين كريستالات الثلج.
لقد بدأ ايموتو أبحاثه من منطلق الطاقة الكامنة. وتضمنت أبحاثه مياها تم جمعها من كل دول العالم. كان هدفه هو محاولة تفهم المياه بشكل مختلف من خلال فحص الحالة الميكروسكوبية للماء بدلا من التقيد بالأبحاث التقليدية عن التأثير .وباختصار كان ايموتو يبحث عن شيء جديد. وبعد مراجعة جميع الأبحاث التي خرجت للعالم حول الماء اكتشف ايموتو أن الماء لا يتخذ فعلا شكله الطبيعي إلا إذا كان في حالة تجمد. فعندما يتجمد الماء تظهر كريستالات الثلج الميكروسكوبية لتعكس أشكالا هندسية لها علاقة مباشرة للطاقة والقوي التي تؤثر في الماء!!
واكتشف ايموتو أيضا وسيلة لتشريح الثلج المجمد لتصويره بشكل دقيق للغاية. وعندما بدأ ايموتو عملية التشريح اكتشف اختلافات قوية في أشكال كريستالات الماء بين نوع وآخر. أي ان كريستالات الماء المجمدة التي تم الحصول عليها من نهر تختلف تماما عن الكريستالات التي تم الحصول عليها من ماء لنهر آخر، رغم ان تكوين الماء واحد كيميائياً. وأكد ايموتو أيضا أن دراسته أثبتت وجود فارق واضح بين شكل الكريستالات التي تعرضت لتأثير سلبي عن الكريستالات التي تعرضت لتأثير ايجابي. في حالة وجود تأثير سلبي تجد أن الكريستالات التي يتكون منها الماء ليست ذات ملامح شديدة القبح. أما كريستالات الماء الذي تعرض لتأثير ايجابي فهي جميلة وتتخذ أشكالا رائعة كلها تشبه الثلوج الدقيقة التي تسقط من السماء في أيام الشتاء. نقطة الماء تتحول طبقاً لشعورها بعالمها الخارجي إلي أشكال مختلفة وكأنها تصرخ أو تتحدث وترسل رسالة واضحة صريحة للعالم من حولها. وبما أن عمل ايموتو ركز علي الماء الذي يشربه الإنسان فقد اكتشف العالم الياباني أن كريستالات الماء من أي نبع طبيعي تميل إلي اتخاذ أشكال سداسية الأضلاع علي أي مستوي ميكروسكوبي.
امتدت اكتشافات ايموتو التي يشرحها في كتابه أو في سلسلة كتبه لتؤكد أن أجزاء الماء تتأثر بأفكارنا وكلماتنا وشعورنا. فبالنسبة له فان البشر والأرض أساسا يعتمدان علي الماء في تكوينهما. وبالتالي فان إنسانا شريرا ينقل شعوره للماء الذي يشربه هو أو غيره. والماء المتواجد في مكان غير صحي ملئ بمشاعر الإحباط واليأس يكون ماء مريضا
هو الآخر يحمل معه هذا الشعور إلى الإنسان الذي يشربه. وبالتالي انطلقت من هنا أبحاث الدكتور ايموتو حول مدي تأثر الماء بما حوله من بيئة.
واكتشف أن نفس العينة من الماء من نفس المصدر يمكن أن تتم معالجتها. فإذا كانت مياها ملوثة من موقع مهمل يمكن ان تتم عملية التأثير عليها بوضعها في إناء أو وعاء يحمل رسائل مختلفة.
بدأ ايموتو يكتب كلمات مطلقة مثل الحب و الخير و الجمال ويضعها فوق ملصقات على  أوعية المياه في المعمل في موقع شديد الهدوء.
وبعد فترة كان يجمد الماء ويعيد تصويره ليقارن بين حالات الماء الأولي وحالته بعد شعوره بالرسالة الموجهة. وكانت الاختلافات مدهشة في الشكل والتكوين لنفس جرعة الماء...وإذا كان الماء يشعر.. فلماذا لا تتم تجربة الصوت أيضا؟ هذا ما فعله ايموتو. بدأت تجارب الصوت علي أحد الأنهار اليابانية فبعد أن قام ايموتو بتصوير حالة كريستالات الماء، قام باستدعاء ناسك ياباني ليقوم بالصلاة قرب النهر في نقطة معينة، ثم قام العالم بإعادة تصوير الماء وقدم للعالم اجمع صورتين من أبدع ما يمكن لحالة مياه النهر قبل... وبعد الحديث إليها.
وجاءت تجارب أخرى على الصوت عندما عرض ايموتو كمية من المياه لموسيقي الهيفي ميتال الصاخبة فتشتتت النواة وأعطت انطباعات غريبة قبيحة أمام الكاميرا. ثم قام ايموتو بتعريض نفس المياه لمقطوعات موسيقية كلاسيكية هادئة.. فعادت أشكال الكريستالات إلي حالتها الطبيعية واتخذت أشكالا جميلة.
ولو نظرنا إلي ما أثبته ايموتو علمياً فسنجد أنفسنا أمام حقيقة وهي أن الطاقة الإنسانية المترددة والتي لا نراها ولا نشعر بها، تنتقل إلى الماء من حولنا في كل مكان وفي أي وقت. وبالتالي فان الإنسان يؤثر في نواة الماء.
ولكن إذا كان جسد الإنسان معظمه من الماء فهذا معناه أن أجزاء من هذا التأثير تنعكس على الإنسان نفسه فتصيبه بالأمراض. وإذا كان ايموتو قد اثبت ذلك واثبت أيضا حالة مياه الينابيع الصافية الطبيعية فتري ما هي حالة مياه البحيرات التي قتلناها واستخدمناها للصرف الصحي والصناعي؟ هل نستطيع أن نصور حالة مياه بحيرة المنزلة أو البردويل أو حتى مياه نهر النيل الذي نلقي فيه بالحيوانات الميتة ونغسل فيه ثيابنا المتسخة ونصرف فيه الصرف الصناعي من المصانع؟
لم تتوقف التجارب التي أجراها ايموتو علي الماء. وفي إحداها قرر أن يستخدم الغضب، كانت التجربة عبارة عن قيام شخص من الباحثين بالصراخ في كوب ماء مهدداً بقتله ومتوعدا الماء بالعذاب وأعلن كراهيته للماء. والنتيجة كانت مذهلة. لقد أظهرت الصور التي تم التقاطها مدي تأثر الماء بهذا الصراخ المعادي الغاضب فتحللت الكريستالات وتأثرت تماماً بكل ما تعرضت له من إهانة وتهديد!! ووسط كل التجارب التي أجراها ايموتو اكتشف أيضا أن الماء يفهم أي لغة. أي أن الرسالة التي يمكن أن يكتبها الإنسان بلغته ستصل إلي الماء لأنها تحمل طاقة ايجابية غير مرئية. وقد تم بالفعل تجربة ذلك في ألمانيا من قبل فريق العمل التابع للعالم الياباني حيث كتبوا علي ورقة شكراً وكتبوا علي الأخرى يا مجنون. وتم لصق الورقتين علي كوبين من الماء لمدة ليلة كاملة، وفي اليوم التالي بدأت عملية التجميد وجاءت النتائج واحدة تماماً مع كل النتائج التي ظهرت في اليابان لقد تأثرت المياه التي تم وصفها بالجنون وخرجت أشكالها عن طبيعتها بينما تأثرت المياه التي تم شكرها بشكل ايجابي. الطريف أن العلماء الذين اشرفوا علي التجربة لا يعلمون أساساً كيف يتحدثون الألمانية لأنهم من اليابان ..وبالتالي لم يكن أي منهم علي علم بمعني الكلمات التي كتبها زميل ألماني ولكن نتائج التصوير أظهرت تماما نوع الرسالة التي يرد بها الماء علي ما قيل له!! وينتقل العالم الياباني إلي مرحلة أخري هامة من التعامل مع الماء وهي مرحلة الذاكرة. فإذا كان الماء يشعر ويحاول أن يرسل لنا برقيات تعبر عن شعوره ...فهل يتذكر هذا الشعور...؟ هل تستمر حالة الكريستالات السعيدة مثلاً لفترة طويلة أم لا؟ يؤكد دكتور ايموتو ان الماء له ذاكرة وان طول فترة هذه الذاكرة تعتمد علي كمية المياه فكلما زادت الكمية قلت فترة الذاكرة التي تحتفظ فيها الكريستالات بصورتها ثم ان هناك شوائب وعوامل أخري تؤثر وبشدة في الماء وبالتالي لا يمكن قياس مدي طول الذاكرة التي يتمتع بها كوب الماء... أما الأمر المؤكد فهو ان ذاكرة مياه الحنفية العادية في أي منزل تزول بسرعة اكبر من ذاكرة مياه الينابيع أو المياه المعدنية.
ومع اختلاف أنواع الماء تختلف أيضاً ردود الفعل تجاه المحيط الخارجي، فكلما كان الماء قادراً علي تكوين وحدات متكاملة من الكريستالات يستمر التأثير لفترات أطول من الماء الذي يقدم وحدات متفرقة. وهناك في التجارب ما يثبت أن بعض الكلمات تدمر الكريستالات تماما خاصة الكلمات الغاضبة أو التي تحمل سبة أو وعيد. أي أن بعض المشاعر السلبية لا تكون أي تجمعات داخل نقاط الماء. وهذا معناه أن كل كلمة لها اهتزازات خاصة بها تماماً مختلفة عن غيرها وذات تأثير مختلف. كان لابد أن يكون لأبحاث الدكتور ايموتو تأثيرات في العالم.
وقد قررت بعض الدول بالفعل إنشاء جمعيات علمية تدرس علم تأثر المياه بما يحيط بها. ولكن ربما كانت أهم جمعية تعمل الآن اعتمادا علي اكتشافات ايموتو هي جمعية أحباء الماء. ومهمة هذه الجمعية هي توجيه رسالة واحدة فقط للماء وهي رسالة: شكراً لك .... وقد طالبت الجمعية بان يقوم كل إنسان بكتابة كلمة الحمد لله علي الصنبور في داره إذا استطاع ذلك حتى تتأثر المياه وتصلها الرسالة فتحملها معها في المواسير إلى البحار والأنهار.

مجلة الأدب العلمي العدد الثاني ظواهر وخفايا

0 comments: