Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

القوة والطاقة من أكثر الأسرار التي حيّرت الإنسان .....الأدب العلمي العدد السادس


د. مخلص عبد الحليم الريّس

في الكون ظاهرتان أساسيتان هما القوة والطاقة، الظاهرة الأولى تمثلها الجاذبية وقوة الثقالة ولقد وصفها العالم ستيفن هوكنج في كتابه (موجز تاريخ الزمن) بأنها أمواج محمولة على جسيم يدعى غرافيتون (graviton) .
ويعتقد أن الغرافيتون جسيم مكمم له صفات مادية مثل التقطع والحركة، وتصور هوكنغ أن الغرافيتون هو كرة من أمواج خيطية فائقة التردد لها شكل كروي يشبه ما يسمى غزل البنات المكون من السكر الساخن والمتشكل بشكل خطوط بالتدوير. الحقيقة أنه قبل الانفجار الكوني الأعظم كان يوجد عالم مطلق عدمي مكون من أمواج فائقة التواتر قصيرة الطول الموجي متعددة الأبعاد، مشبعة بالتراكب والتداخل بطريقة التعاكس بحيث تفني أمواجها بعضها بعضاً ليس لها محصلة ، وبالتالي قواها وطاقاتها متعددة الأبعاد معدومة رغم وجودهما، وبالتالي هي عدمية في كل شيء ..
في لحظة ما (تعتبر بداية الزمن الكوني) حدث انفجار أعظم في نقطة من العالم العدمي المطلق وكانت الضربة الكبرى وانبثق من ثقب في العدم أو العالم المطلق الكون بأكمله .
كان أول من انبثق من العالم المطلق أمواج حلقية مهتزة دعاها علماء الفيزياء والكون بالبرينات ( Branes)، يظن البعض أن العالم الفيزيائي فيرما وهو فيزيائي ورياضي وضع في القرن السابع عشر علاقة رياضية أو ما يسمى بالمبرهنة الرياضية وصفت هذه الأمواج الحلقية، عانت هذه البرينات وهي أوتار كونية حلقية مهتزة وكانت أول الأشياء التي انبثقت في الكون الأول تلاطمات واصطدامات واندماجات متعددة متحولة لدقائق تدعى الكواركات المادية بأشكالها المختلفة ما لبثت أن خضعت لتفاعلات متبادلة مثل الصدم والارتطام والاندماج والالتحام ولدت بنتيجتها البروتونات والنترونات والالكترونات .. ثم ما لبثت أن اندمجت وولدت ذرات الهيدروجين .. ربما عبرت تلك الذرات أنفاقاً كونية ميكروية شكلت فيما بعد النجوم وغيرها .. وكلما زاد اندماج هذا النوع من الذرات ظهرت نجوم ومجرات أكثر .. إلخ ، سلكت النجوم العملاقة منها سلوك طباخات هائلة للذرات اندمجت ذرات عناصر أكثر ثقلاً وتمايزت في خواصها المادية وشكلت عناصر الجدول الدوري بكامله ، لكن هذا الأمر لم يكن ليتم بدون تدخل عامل آخر هو عامل الزمن . الذي رافق المادة في تشكلها منذ اللحظات الأولى لتشكل الكون من أمواج فائقة . فما هو الزمن ؟ .

الزمن :
هذا العامل لم يعان كما عانى عامل الجاذبية الثقالية من اصطدام وتلاطم والتحام ، فبقي على حاله الموجي الفائق كما كان ، ولهذا العامل خاصية هامة وهي أنه يلتصق بالمادة ويكسبها صفة التكميم والتقطع والحركة والخضوع لإيقاع وقوع الأحداث بترتيب متتابع. من هنا كان ارتباط الزمن بتتابع الأحداث ، الزمن هو في الحقيقة أمواج فائقة مطلقة نصفية دقيقة لزجة ممتدة من الفضاء العدمي المطلق. ولزوجته العالية تجاه المادة تعبر عن شره هذه الأمواج الزمنية للالتصاق بدقائق المادة وتغليفها. أو بمعنى آخر هو شره المادة الثلاثية الأبعاد للالتصاق ببعد رابع زمني شفاف .
والعلاقة بينهما هي رابطة حميمة اسمنتية القوام بين الزمن والمادة يستحيل فصلهما عن بعضهما . لأن الفصل بينهما يعني زوال المادة وعودتها لطبيعتها الموجية الأولى ، تم الالتصاق والالتحام بينهما لحظة تشكل الدقائق المادية بالانفجار الكوني الأعظم وانفصال الكون عن العدم ، أي لحظة تكميم المادة وانبثاقها من جسم العدم وظهور القوى والطاقات والحركات بأنواعها ، ورغم امتداد الأمواج الزمنية في الفضاء وارتباطها بشدة بالمادة المواكبة لها ، إلا أن كثافتها تتناقص مع الابتعاد عن المادة فيكون لكل جزء من الكون زمنه الخاص وزمنه العام . وبكل الحالات يبقى الزمن وحيد البعد لا مرئي وذا طبيعة غيبية شفافة لا يمكن إدراكها ، ولا يوجد جهاز في كوننا قادر على الإمساك به وتسجيل ترددات أمواجه الفائقة المغلفة لكل شيء في الكون ، ولا يوجد له مركز في الكون ، لذا فهو نسبي وأيضاً غير مستقر ظاهرياً . المادة في الأصل هي ذات طبيعة موجية مطلقة ثلاثية الأبعاد مكانية محدبة حول بعد رابع زماني يكسب المادة خاصة الجذب والقوة الثقالية .
من العلم لكل بعد مكاني ثلث البعد الزمني ، للطول ثلث بعد زمني ومثله للعرض والثلث الأخير للعمق ، والمجموع هو بعد زمني واحد يشغل ويتخلخل ويغلّف الأبعاد المكانية الثلاثة بلحظة واحدة . الزمن لم يختلط بالفراغ كما حدث في المادة ودقائقها، بل بقي موجياً فائقاً ممتداً في كل الوجود من الكون المطلق وفي بعد واحد منه إلى الكون المادي . وبالتالي لا وجود للزمن بذاته(بدون مادة) ، كما لا توجد مادة بذاتها (بدون زمن). وأي قطعة فراغ لا تحوي مادة لا تحوي زمناً ، ولا وجود لكليهما بدون وجود تكميم وحركة، ولا يقصد هنا بالحركة أنها حركة الجسم نفسه ، بل يقصد بها حركة دقائقه من ذرات ومكوناتها ، أي يقصد بها الحركة الاهتزازية الموجية الفائقة المكونة للدقائق المادية ذاتها . ولا يتخلى الزمن عن المادة إلا في حالة سكون دقائقها عن الحركة وعودتها للعدم ثانية . وأمكن الوصول لهذه الحالة بالتبريد الشديد ولغاية الصفر المطلق (ويعادل - 273 درجة تحت الصفر المئوي) ، كما أمكن الوصول لها بالسرعات الكبيرة جداً والاقتراب من سرعة الضوء ، ليس للزمن سلوك تجاذبي أو تنافري مع ذاته أو مع غيره من الأزمان لأنه موجات فائقة منشطرة من موجة مطلقة ، بحيث بقي أحد الشطرين مع المادة والشطر الآخر بقي مع ضد المادة . وعلى هذا يكون للزمن شطران أحدهما مع المادة والآخر مع ضد المادة، ونادراً ما يحدث لهما لقاء في الكون ، وإن كان ذلك متوقعاً حتماً في نهاية عمر الكون .
يظن أن الزمن خرج بكامله من العالم المطلق وبقي مطلقاً أيضاً ، ورافق المادة في رحلتها الكونية ولم يتحد مع سواها من إشعاعات كهرطيسية وغيرها ، لقد تم التصاق البعد الزمني بالمادة لحظة تكميم المادة وانبثاقها من جسم العدم ، ورغم امتداد الأمواج الزمنية في الفضاء وارتباطها بشدة بالمادة المواكبة لها إلا أن كثافتها تتناقص مع الابتعاد عن المادة والموضع المحلي الذي تشغله تلك المادة ، بحيث يكون هناك لكل مادة زمنها المحلي الخاص وزمنها النسبي المرصود من موضع آخر ، أي لكل جزء في هذا الكون زمنه الخاص وزمنه العام . وبكل الحالات يبقى الزمن لا مرئي وذا طبيعة غيبية لا مدركة، لأنه لا يوجد جهاز في كوننا قادر على تسجيل ترددات أمواجه الفائقة التي تغلف كل شيء ، ولا مركز ولا مستقر لها فيه كما لا توجد نقطة بداية موضعية له.
هناك زمن مضاد يمثله جسيم البوزيترون الميقاتي الذي يتقهقر عبر الزمن ، أي له خاصة التراجع القهقري نحو الخلف ويتحرك عكس الزمن . وإذا صدف أن التقى الزمن بضده والمادة بضدها انتشرت طاقة بشكل فوتونات ضوئية . كما أن عملية السحق الضوئية أعطت تلك الأمواج الصفة المادية الكاملة ومع ذلك لم يسبب ذلك الأمر بأي انقطاع في امتداداتها عبر الفضاء ومعدومة تماماً في حالة الفراغ الخالي من كل شيء .
اكتشف اينشتاين بنظريته النسبية الخاصة في عام ( 1905 ) أن الزمن يتمدد مع تزايد سرعة الجسم المتحرك ، وكتلته تزداد ، لكن طوله يتقلص عندما تكون السرعة من رتبة السرعات الضوئية ، وأتت معادلته المتعلقة بتمدد الزمن مؤكدة على الطبيعة الموجية للزمن ، فمن خواص الأمواج الزمنية التمدد والتقلص مع السرعة ، ولنا في تمدد الأمواج الكهرطيسية القصيرة جداً والتي سادت لحظات الانفجار الأعظم للكون مثالاً داعماً على ذلك حيث تحولت الأشعة الكونية لأشعة الأولى لأشعة ( غاما ) ثم لأشعة (سينية ) ثم ( لفوق بنفسجية) ثم لأمواج ( حمراء وتحت الحمراء) ، ثم لأمواج راديوية طويلة الموجة ... وهكذا . والحقيقة أنه لازمن بدون مادة ولا مادة بدون زمن.
إن خضوع الأطوال والأزمان والكتل للتغير مع السرعات الكبيرة يدل على الطبيعة الموجية لكل منها . حيث تبدي تلك الأمواج مرونة كبيرة تجاه التمدد والتقلص مع السرعة ، وتزداد الأهمية الكونية لها عندما تكون تلك الأمواج فائقة التردد وقصيرة طول الموجة . عندما تلتقي مادة بضدها وكذلك الزمن بضده يحدث تفاني للمادتين معاً وكذلك للزمنين ، وينتشر لحظتها طاقة كبيرة وعودة للعدم . وبالتالي لا يشكل الزمن أو ضده أية تموجات أو تقطعات كتلية بل يتحولان إلى موجات فائقة مطلقة . إن قياس الزمن في كوننا يتم استناداً لتتابع الحوادث الحياتية واليومية وهذا مرتبط بالحوادث الداخلية في أعماق المادة . وهذا يعني مقارنته بإيقاع زمن الحوادث المتعاقبة التي تمر في الكون بالنسبة لإيقاعات موجات فائقة مرتبطة بالمادة ومحمولة على دقائقها . وبسبب طبيعة الزمن الموجية الفائقة المستمرة اكتسب الزمن صفة الاتصال المستمر المحلي وربط الأجسام ببعضها بجاذبية ثقالية ، وصار بالإمكان نسب تعاقب وقوع الأحداث إليه وتزمينها بموقتات أرضية هي من صنع الإنسان تدعى بالساعات . فالساعات هي من صنع الإنسان تصنع أحداثاً متعاقبة داخلها بإيقاعات منتظمة تقيس الزمن مع العلم أنه لا علاقة لها بالزمن ذاته .. إن تعريف الزمن على المستوى المادي صعب جداً بل هو مستحيل تماماً لأنه لا توجد قطعة في هذا الكون اسمها الزمن ، فالعلم الكوني مادي له مراجعه ومقارناته وأجهزته ، أما طبيعة الزمن فليس لها مثل تلك الطبيعة المادية إطلاقاً ، وبالتالي لا وجود للزمن بذاته وليس له مراجعه الحقيقية .
يلعب البعد الزمني الملاصق للمادة دوراً مميزاً إذ يكون لكل دقيقة(كوارك) زمنها الخاص وعند تجمعها تترابط الأبعاد الزمنية لدقائقها لتشكل زمناً كلياً مشتركاً لها . إذن يوجد توحيد زمني عند اندماج الكتل ببعضها بحيث يبقى لكل جسيم في كوننا زمنه الخاص وغير مشترك مع غيره ما دام منفصلاً عنه . فالأزمنة في عالم الجراثيم ليست كما هي في عالم الفيروسات أو كما في عالم البكتيريا أو الانسان .

الجاذبية :
في عام ( 1687) اكتشف العالم نيوتن قانون الجاذبية الكونية وينص هذا القانون على أن أي كتلتين ك 1 وك 2 والبعد بينهما ب يتجاذبان بقوة ق تتناسب مع جداء الكتلتين وعكساً مع مربع البعد بينهما ب أي :
ق=( ثابت× ك1 × ك2)/ ب2   حيث الثابت قيمته هي 11-10 × 6,67 نيوتن × م 2 / كغ 2 .
ولا تتعلق قوة الجذب بشكل الأجسام ولا بنوع موادها ولا بحركتها ، بل يتعلق بكتلها فقط والبعد بينهما ، وسبب هذه الخاصة الكتلية  الدقيقة هو أن الأمواج الفائقة النصفية العدمية التي كانت تصاحب المادة والممتدة دوماً نحو الأمواج الفائقة النصفية في المادة القابلة محاولة الإمساك بها لتلتحما وتندمجا معاً لتعودا لحالة سكونهما العدمي الأول ، كما يبحث العصب الحي المقطوع في عضوية حية عن تتمته في الطرف الآخر ليلتحم به أثناء مرحلة التئام الجرح في عضوية حية ، فمن طبيعة الأشياء المادية برمتها أن تتجاذب وأن تتقارب وإن أمكن اندماجها والتحامها .
من هنا ظهرت قوى الجاذبية الثقالية فاعلة نشطة في الكون المادي كنتيجة طبيعية لميل الأمواج الفائقة العدمية النصفية للتكامل والالتحام العدمي . لكن ما طبيعة تلك الأمواج التي تحملها الغرافيتونات .. في الحقيقة لم يعط هوكنغ فكرة كاملة عن طبيعة تلك الأمواج، ويأتي الجواب الصحيح وهو أن تلك الأمواج كانت أمواجاً فائقة التواتر مطلقة متحدة بطريقة التعاكس في العالم المطلق، بحيث كانت أمواجاً مطلقة مضاعفة متراكبة بطريقة التعاكس ليس لها محصلة ولا تقوم بأي عمل هناك في العالم المطلق ظهرت في الكون لحظة تماسكها بالزمن وبالغرافيتونات الجاذبة المرتبطة بكل جسم مهما كان نوعه شرط أن يكون له كتلة فيكون لها جاذبية تتناسب مع كتلته ، وهي بدورها أمواج مطلقة عدمية .
أما في الحقيقة فهي أمواج فائقة التواتر جداً ، وكما أن المادة مرتبطة بالزمن وهو البعد الرابع باعتباره موجة تلتصق بالمادة فإن الثقالة ناتجة من التحام المادة بجسيمات الغرافيتونات والتي هي بدورها أمواج فائقة الذبذبة .
وقوة الثقالة هي أضعف القوى خاصة في عالم الالكترون حيث يعتبر الإلكترون قشرة كهربائية لا كتلة لها مهملة الوزن لدرجة إهمالها في حل المسائل المتعلقة بحركة الإلكترون الحرة .
وهي ضعيفة جداً في حالة الأبعاد الكبيرة جداً كما في النجوم والكواكب البعيدة عنا ، عالم لا يمكن أن نتلمسها إلا بآثارها الوزنية التي تعمل لمسافات كبيرة جداً دون انقطاع ، طبعاً كلما زادت كتلة الجسم أو الجرم السماوي زادت قوة جاذبيته بسبب إزدياد الأمواج الثقالية المحمولة على ذراته ، مع العلم أن هذا الجسيم الغرافيتون ليس له كتلة تقريباً مما يجعل مدى الثقالة كبير.
مثلاً للأرض قوة ثقالة تساعدها على أسر القمر ليدور حولها ، وكذلك الأمر بالنسبة لجذبها لسائر الكائنات التي تعيش عليها .
والمشتري حجمه أكبر من حجم الأرض ب ( 1600 ) مرة من حجم الأرض ، لذا هو قادر على جذب عدة أقمار لتدور حوله في آن واحد . وللشمس التفوق الأكبر من ناحية الثقالة فهي لا تجبر الأرض على الدوران حولها وحسب ، بل تجبر سائر كواكب المجموعة الشمسية أن تدور حولها . إن كشف مثل هذه القوة من الصعوبة بحيث جعل العلماء يطلقون عليها صفة اصطلاح الأمواج الثقالية المنتشرة في الأرجاء . وإن زخم هذه الأمواج يتناسب وكتلة الجسم . يعتقد كثيرون أن النجوم والكواكب لها تأثير كبير على المواليد من البشر من ناحية الطبع والطبائع ، ويظنون أن هذا التأثير سببه أمواج كهرطيسية أو إشعاعات مرئية أو لا مرئية ضوئية أو أشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية . لكنها في الحقيقة هي قوى جاذبة ثقالية كتلية ليس إلا . خاصة أن للمواليد البشرية لها كتلة معتبرة .
تعمل الجاذبية الداخلية للنجم على جعله أصغر ما يمكن ، لكن التفاعلات النووية وانتشار طاقتها نحو الخارج تعمل عمل رد فعل وتوقف تقلصه، ويحدث ما يشبه صراع بين الجاذبية التي تسعى لتقليص النجم والتفاعلات النووية التي تحاول توسيع النجم ، حتى يحدث بينهما بين القوتين توازن متقلب حتى نهاية عمر النجم ، أثناء ذلك تطهى ذرات عناصر الكون فيها لذرات أثقل وأعقد . أمواج الجذب تعبر الكون بسرعة الضوء، الضوء هو أسرع شيء في الكون وهو الشيء المطلق الوحيد في الكون ، وبشكل عام تنسب إليه حركات الأجسام السريعة ، ظهرت قوة الجذب في نفس اللحظة التي ظهر فها الكون من العدم وبالضربة الكبرى ، وهي تؤثر في كل الأجرام السماوية الثابتة منها والمتحركة ( بالنسبة لنا)، يبدو هذا التأثير جلياً في الأجسام المتحركة مثل الكواكب في مجموعتنا الشمسية فهي تحني مساراتها لتصبح معروجة عن الخط المستقيم، والعكس صحيح كل مسار معروج سبب وجود جرم سماوي جاذب ، فكل حركة جسيم معتدل مساره معروج يولد أمواج جذب .
من المعلوم أن لكل حركة تسارعين ، أحدهما خطي مماسي يرافق الحركات المستقيمة وآخر تسارع دوراني جاذب يرافق الحركات المنحنية ، وحسب تغيرات قيم التسارعات تكون السرعات وشكل المسار ، فإذا كان التسارعان والسرعة ثابتين لا نجد لهما أمواج جذب انطلاقاً من وجود علاقة تكافؤ بين قوة الجذب والكتلة والتسارع عند كل من العالم نيوتن ، لكن العالم اينشتاين أوجد علاقة بين فيها إن تغيير الكتلة بصدمها بكتلة أخرى يولد أمواج جذب وارتجاجاً وتغييراً في التسارع بنقطة من سطح الطاولة ، كما أن تغيير سرعة جسم (أثناء تغيير تسارعه) سيولد وفق النظرية النسبية أمواجاً جاذبية في وسط الحدث وكأن الكتلة والزمن للجسم المتحرك يتحول إلى أمواج جاذبية .
وقد أشارت النظرية النسبية العامة إلى أن موجات الجاذبية الكونية تربط بين المكان والزمان على هيئة موجات تؤثر في حقول الجاذبية في الكون كما تؤثر على الأجرام السماوية التي تقابلها .
الفكرة التالية من نسبية اينشتاين والتي تقول إن تسارع مادة يكافئ جذب الثقالة لكتلة ما وأن أي اضطراب أي تغيير بالكتلة يتولد عنه قوة جذب وبالتالي نقول بأن أي تغيير في التسارع يسبب توليد أمواج جذب ثقالة أيضا كما في الموضوع التالي : يعتبر التنبؤ بالأمواج الثقالية إحدى أهم النتائج والبراهين على النسبية العامة . ولتبسيط الموضوع يمكننا تشبيه القوة الثقالية بالقوة الكهربائية حيث تقابل الكتلة Mass في الثقالة الشحنة charge في القوة الكهربائية .
وأي اضطراب في هذه الشحنات يحدث في الجوار أمواجاً كهرمغناطيسية تنتشر بسرعة تساوي سرعة الضوء وإلى أماكن بعيدة ، بشكل مماثل يحدث اضطراب الأجسام ذات الكتل الضخمة يرافقه نشوء أمواج تنتشر في حقل الثقالة المحيط بها، لكن أمواج الثقالة خلافاً للأمواج الكهرمغناطيسية هي اضطراب يطرأ على الفضاء نفسه ( نتذكر أن الثقالة في النسبية هي تعبير عن تشوه الزمكان نفسه ) وهكذا تبدو أمواج الثقالة كاضطراب زمكاني ينتشر بعيداً عن موقع الاضطراب وقد استند اينشتاين في الواقع على حقيقة معروفة منذ غاليليو ألا وهي تماثل الكتلتين الثقالية والعطالية للأجسام ، مما يؤكد ان التسارع الحركي والثقالة ( gravity) هي مظاهر لأمر واحد . ويفترض أنه لا وجود لأي تجربة يمكن أن تميز بين حقل ثقالي جاذبي و تسارع منتظم بالتالي أقول إن اضطراب الكتلة يشبه اضطراب التسارع الحركي في توليد أمواج ثقالة أي أن أي تغيير في التسارع يتولد عنه أمواج جاذبية ومثلث برمودا هو مثال على تولد مثل تلك الأمواج .
اكتشف في الآونة الأخيرة وجود جسيمات لها صفة ضد الجاذبية فبدلاً من توليدها أمواجاً جاذبة فإنها تولد جسيمات عكس جاذبية خطوطها معوجة نحو الخارج بدل أن تتقعر نحو الداخل .
في حالة القوى ضد الجاذبة تشكل في المنطقة عند مركز الجرم السماوي قمة عالية وبقية الخطوط تنحدر عنها ، وأنه إذا تملك الإنسان وسيلة تقلب هذا الانحناء وتجعله إيجابياً نابذاً بدل أن يكون جاذباً لتغيرت طبيعة الحياة تماماً فبدل أن نمشي على قدمينا سوف نسير على رؤوسنا وأرجلنا نحو الأعلى وسوف نحلق في جو الأرض التي تلفظنا وستكون منازلنا مبنية في فضاء الأرض وكذلك البحار والمحيطات ، ولن نكون بحاجة للسيارات ووسائل النقل العادية ، وإن وجدت فهي لا تحتاج إلى طرق معبدة ولا إلى إشارات مرور ولا إلى وقود إحفوري يلوث الأجواء بغازات تدمر صحة الإنسان ، لكن تلك الحياة لن تكون مريحة أو مستقرة وكل حلمنا عندئذ أن نلمس الأرض عكس ما نحن عليه اليوم بأن نصعد إلى الفضاء الكوني .
كثير من النجوم الهائلة قد يحدث له انهيار داخلي او انفجار خارجي وفي نهاية الامر هناك ناتج ربما يكون الناتج نجماً نترونياً أو قزماً ابيض أو ثقباً أسود ، طبعاً لكل منها كتلته الخاصة وبالتالي له قوة جاذبية خاصة وتختلف.
يظن أن قوة الجاذبية الثقالية الكونية ومنها الجاذبية الأرضية تعمل في هذا البعد الرابع المكاني .

سر الثقالة :
لم يسبب انقطاع امتدادات أمواجها الفائقة فالفضاء والعدم اللذان يغلفانها ويحيطان بها، وبقيت مرتبطة بجسم الكوارك المادي والآخر ضد المادي . وسبب الجاذبية الثقالية أو الكتلية هو أن الأمواج الفائقه النصفية الممتدة تتجه دوماً نحو الأمواج الفائقة النصفية ضدها وتحاول الإمساك بها لتلتحما وتندمجا معاً لتعودا لحالة سكونهما العدمي الاول ، كما يبحث العصب الحيّ المقطوع في عضوية حية عن تتمته للالتحام بها أثناء مرحلة التئام  الجرح، من هنا ظهرت قوى الجاذبية الثقالية فاعلة نشطة في الكون المادي كنتيجة طبيعية لميل الأمواج الفائقة النصفية للتكامل والالتحام العدمي .
قد يبدو صعباً في حالات ومستحيلاً في حالات أخرى، ولكنه في نفس الوقت هو سهل جداً ، وسهولته لا يمكن تخيلها إذا ما رجعنا إلى العنصر الأول المكوّن لمادة الكون وهو الأمواج .. وبالتحديد للأمواج الفائقة .

مجلة الأدب العلمي العدد السادس  ظواهر وخفايا


0 comments: