Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الطاقة تشي Chi Energy ....الأدب العلمي العدد الثامن


نوراير مانجيان 

تشي كلمة صينية وهي الطاقة الحيوية أو قوة الحياة . وهي الطاقة الحيوية الأساسية المؤثرة على جسم الإنسان وعلى وظائف أعضاء جسمه .
أطلقت على هذه الطاقة تسمية الطاقة الكهروحرارية. بالتحكم بهذه الطاقة تتحسن الصحة وتنمى القدرات الخارقة.
ذكروا أطباء الصين في مخطوطاتهم القديمة وقبل خمسة آلاف سنة عن الطاقة القادمة من الشمس والتي تؤثر على حيوية الإنسان. بعض الشخصيات الدينية استفادوا من هذه الطاقة وسخروها في معالجة المرضى. كانت درجة وجود هذه الطاقة عندهم كبيرة جداً بحيث تمت رؤيتها بالعين المجردة بشكل هالة ضوئية حول وجوههم. لذلك نلاحظ وجود هالة ضوئية محيطة بصور الشخصيات الدينية والقديسين. استطاع العالم سيمون كيرليان أرمني القومية وسوفيتي الجنسية في مدينة كراسنادار عام 1936 تصوير الهالة الموجودة حول جسم الإنسان وسميت طريقة التصوير باسمه Kirlian Photography فيما بعد وبهذه الصور تم تشخيص بعض الأمراض التي لم تعط إشارات أو علامات عن المرض بطرق التشخيص التقليدية.
من أين هذه الطاقة ؟ كيف تنتقل بجسم الإنسان؟ وما دورها في الحفاظ على صحة الجسم؟

الشمس مصدر الطاقة تشي
الشمس والأرض في نظم Rhythm وفي تغير منتظم. إن المحصلة اللانهائية للحركة تشكل الحياة. تأقلمت الكائنات الحية بالتبدلات الدورية الجيوفيزيائية والعوامل الجوية وأصبحت تبدلات الأفعال الفيزيولوجية في أعضائها بتوازي منسجم مع تبدلات العوامل الخارجية والتي بدورها مرتبطة بدوران الكرة الأرضية حول نفسها وحول الشمس. من مفاتيح الصحة الفهم الصحيح لنظم الطبيعة والانسجام معها.
الشمس كرة نارية جبارة حيث درجة الحرارة على سطحها ستة آلاف درجة مئوية وفي مركز الشمس تصل درجة الحرارة إلى عشرين مليون درجة مئوية. إن الكرة الأرضية مشحونة بدورانها حول نواة حديدية تنتج حولها ساحة مغناطيسية. الشمس أيضاً تشكل حولها ساحة مغناطيسية .الانفجارات والظواهر على سطحها تخلق عواصف مغناطيسية لها تأثيرها على الجاذبية الأرضية. الإشعاعات الشمسية مع الساحات المغناطيسية لها تأثير جوهري على كل النظام الشمسي.
تنطلق من الشمس البلاسما والبروتونات والنترونات بسرعة من 300 - 400 كيلو متر/ ثانية. إن البلاسما القادمة من الشمس إلى الكرة الأرضية والتي تسمى رياح شمسية تعتبر مدمرة للحياة ولكن بفضل النشاط المغناطيسي للأرض تغير اتجاهها وتضيع الرياح الحاوية للبلاسما المدمرة في طريقها إلى الكرة الأرضية. لولا هذه العملية لما كانت الحياة على كوكبنا. حسب حكماء الشرق فإن الطاقة (تشي) هي الطاقة الحيوية الأساسية للإنسان وهي منتشرة في الفضاء وتأثير هذه الطاقة على الإنسان والكائنات الحية متعلق بالنظام الشمسي.

الطاقة تشي والصحة
تدخل الطاقة تشي خلال النهار إلى جسم الإنسان من خلال أنابيب طاقية. تمر هذه الطاقة في أجهزة الجسم جاعلة أعضائه أكثر نشاطاً. تكون أعضاء الجسم في تلك الفترة الزمنية أكثر استجابة لأي تأثير ومنها التأثير العلاجي. يعتبر أطباء الصين أن اليوم بالنسبة للإنسان لا يبدأ من منتصف الليل لأن أنابيب الطاقة للرئتين تكون أكثر نشاطاً بدءاً من الساعة الثالثة صباحاً. بعد مرور 12 ساعة من دخول الطاقة تشي الجسم تكون هذه الطاقة في الحدود الدنيا لذلك يحتاج الإنسان إلى يقظة وزمن صباحي لجمع قوته. عند الساعة الخامسة فجراً تتجه الطاقة تشي من أنابيب الطاقة باتجاه الأمعاء الغليظة. الساعة السابعة صباحاً يعمل بنشاط أنبوب الطاقة للمعدة وفي الساعة التاسعة تنتقل الطاقة على أنبوب غدة البنكرياس.
اتجاه الطاقة تشي باتجاه القلب عند الساعة الحادية عشرة وبعد الساعة الواحدة ظهراً باتجاه الأمعاء الدقيقة. بدءاً من الساعة الثالثة ظهراً تعمل بنشاط المثانة ومن الخامسة بعد الظهر يكون نشيطاً مسلك الكليتين. بدءاً من الساعة السابعة مساء يكون أنبوب طاقة أجواف القلب نشيطاً.
ومن الساعة التاسعة يكون أنبوب تنظيم حرارة الجسم والنظام المناعي للجسم نشيطاً. الساعة الحادية عشرة مساء تنشط أنابيب مسلك المرارة وبعد الساعة الواحدة مساء يكون نشيطاً مسلك الكبد.
إن الطاقة تشي التي تملأ أنبوب معين تنتقل من خلال مسالك الطاقة إلى كل أنظمة جسم الإنسان وبواسطة نقاط خاصة تتم الربط بين كل الأنابيب.
بناء على هذه الحقائق أسس علم العلاج المنعكس Reflex Therapy ، الأشخاص الذين يعانون من الربو يحسون بالنوبة المرضية بين الساعة الثالثة والخامسة فجراً. في تلك الفترة الزمنية يدفع الكورتيزون في الدم . كمية الكورتيزون تزداد ست مرات . ينتقل نشاط الطاقة باتجاه الأمعاء الغليظة بعد الساعة الخامسة صباحاً. ترتفع كمية السكر والحموض الأمينية في الدم ويكون الجسم جاهزا للتيقظ وتبدأ عملية الاستقلاب. يبدأ أنبوب طاقة المعدة بالعمل وبنشاط بدءا من الساعة السابعة ويتحول الغذاء إلى مائيات الفحم بين الساعة السابعة والتاسعة صباحاً حيث تجري العمليات الحيوية وتحولات الطاقة ويتحول الغذاء إلى شحوم ويختزن .
يكون جسم الإنسان أكثر نشاطا بين الساعة التاسعة والحادية عشرة صباحاً ويكون مردود العمل عنده عالياً بالإضافة لذلك الإحساس بالألم يكون ضعيفاً.. تعتبر هذه الفترة الزمنية مناسبة لحقن الأدوية للمريض. أما القلب فيكون نشيطاً في الفترة الزمنية بين الساعة الحادية عشرة والواحدة ظهرا .لذا
ليس مناسباً أن تجري تخطيط للقلب في تلك الفترة الزمنية. حيث يكون القلب حساس للضغوطات stress.
تبدأ الحيوية والنشاط في الانخفاض من الساعة الواحدة والثالثة ظهراً حيث ينخفض الضغط الدموي وأيضاً تنخفض كمية الحاثات في الدم. يفرز الكبد كثيرا من مادة الصفراوية لذا يجب الراحة في تلك الفترة الزمنية. ترتفع الطاقة تشي من الساعة الثالثة إلى الخامسة بعد الظهر حيث يرتفع ضغط الدم وتزداد عملية دوران الدم ويرتفع مستوى السكر وتنشط الذاكرة. هذه الظاهرة تكون واضحة أثناء تدرب الرياضيين . تعمل الكليتان بكل قواها في الفترة الزمنية بين الساعة الخامسة والسابعة مساء. من الساعة السابعة والتاسعة مساء يتناقص الضغط الدموي وتقل ضربات القلب لذا يجب الحذر من تناول الحبوب الخافضة لضغط الدم في هذه الفترة الزمنية. تتناقص عملية هضم الأغذية من الساعة التاسعة إلى الحادية عشرة مساء. تتناقص قابلية العمل أيضاً وتنخفض حرارة الجسم ويقل النبض. يدخل الجسم في نظام النوم. أغلب الناس ينامون من الساعة الواحدة والثالثة ليلاً .في هذه الفترة تكون الأفعال الحيوية الكيميائية الجارية في الجسم ملجمة عدا الأفعال الحيوية الكيميائية الجارية في الكبد حيث تتم عمليات تنظيف الدم. في هذه الفترة الزمنية يكون الجسم أكثر إحساساً للبرد والألم. في هذه الفترة الزمنية (من الساعة الواحدة إلى الساعة الثالثة ) يجب أن ينام الإنسان. هنا تغلق الدارة بعد فترة وعند دخول الكورتيزون الدم تبدأ مرحلة جديدة للطاقة.

أبحاث ودراسات حديثة
تعاقب الليل والنهار و فصول السنة من الأمور البديهية للإنسان لذا نادراً ما يفكر بذلك. النظم الشمسية والنظم اليومية تقرر نشاط الإنسان وتؤثر على شعوره الذاتي. إن نقل الإنسان نشاطه وعمله إلى الليل غير طبيعي ومخالف لقوانين ونظم الطبيعة. حتى اليوم لا يمكن تبديل قوانين الطبيعة لذا يجب أخذ تلك القوانين بعين الاعتبار.
إن التغيرات المنتظمة الحاصلة على الكرة الأرضية وتأثيرها على الإنسان وعلى الوظائف الحيوية في جسمه فتحت الآفاق أمام دراسة التغيرات آخذة بالاعتبار الزمان والمكان علم يسمى Chronobiology.
بدأت الدراسات في النصف الثاني من القرن العشرين وتطورت كثيراً والآن توجد عشرات المخابر في العالم تبحث لإيجاد النظم وتطبيقها في المعالجة. توجد هذه المخابر في الولايات المتحدة الأميركية، كندا، اليابان، فرنسا، المانيا، هولندا، بريطانيا ، أوكرانيا، روسيا الاتحادية وارمينيا حيث كنت من الباحثين السوريين في هذا المجال في مخابر مشفى أمراض القلب بالعاصمة يريفان. في مخابر CHRONOTHERAPY تجرى أبحاث لكشف النظم اليومية ومن جهة أخرى تحدد الزمن الذي يكون عنده المرض في أعلى درجة حيث تعطى الأدوية المناسبة في ذلك التوقيت. وبينت الأبحاث على عودة النظم الحيوية إلى طبيعتها عندما تتم المعالجة بشكل صحيح. المناخ والعوامل الجوية من (درجة حرارة الجو والرطوبة الجوية والضغط الجوي) تتغير بتغيرات منتظمة ولها دورة يومية وتختلف من فصل لآخر لذا تسمى حول يومي Circadian. تتغير وظائف أعضاء الجسم عند الأشخاص الأصحاء والتغير متناسب مع تغيرات الوسط الخارجي (العوامل الجوية). كلما كانت نظم وظائف أعضاء جسم الإنسان متوازية مع نظم العوامل الجوية كان عنده درجة التأقلم مرتفعة وبالتالي كان بصحة جيدة. أثبتت الأبحاث على حقيقة الطاقة( تشي) وتأثير النظم اليومية على العمليات الحيوية الكيميائية في الجسم.

مجلة الأدب العلمي   العدد الثامن    محطات

0 comments: