Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

المجرات وتكوينها ....الأدب العلمي العدد الواحد والثلاثون


أ.د. طالب عمران

حتى أوائل عشرينات القرن الماضي ، كان العلماء منشغلين بدراسة المجرات وتكويناتها، وقد كشفوا بالرصد وجود عدد من المجرات لايمكن حصره.. وقد تضاعف هذا العدد من المجرات التي صارت مرئية اليوم، وذلك بفضل التلسكوب الفضائي هابل ..
لقد كشف الرصد أن المجرات ليست متفرقة بانتظام عبر الكون، بل إنها تنعقد في مجموعات، ونظم خاصة وتحليل حركة المجرات داخل هذه النظم والمجموعات يؤكد على ظاهرة مذهلة، هي تصادم المجرات..
إن الأشكال البيضاوية وشبه الكروية ماهي إلا نتاج مثل هذه التصادمات التي يعاد خلالها توزيع النجوم في المجرة الناجمة عن هذا النوع الغريب من التداخل.. إن المجرات العنقودية تعطي تصوراً لعمرها في الكون وبدايات تشكلها.. كما تتحد خصائص المجرات تبعاً لكتلها ودرجة سطوعها، وكذلك تبعاً لخصائص فيزيائية أخرى مثل حركاتها الدورانية..
حتى أوائل عشرينات القرن العشرين كان الفلكيون يحاولون تحديد مكونات المجرات، وعدد نجومها، ومسافاتها.. وفي عام 1927 اكتشف ( ادوين هابل ) أنه كلما ازدادت المجرة بعداً عنا ونحن نرصدها، كلما ازدادت سرعتها بالنسبة لمجرتنا.. وأكد عندها وجود علاقة تناسب المسافة والسرعة.. وقد بنى هابل اكتشافه هذا على خاصية تأثير ( دوبلر – فيزو) حول التناسب بين المسافة والسرعة فقد لاحظ هابل أن المجرات تنزاح نحو الأحمر أي أن لونها بدأ أكثر احمراراً مما هو في الحقيقة.
لقد تأكد للعلماء بذلك أن الانزياح نحو الأحمر يعني أن المجرات تبتعد عنا، وقد حدد هابل معدل حركتها الانسحابية بأنه يتناسب مع المسافة بيننا وبينها.. وقد أعطى عامل هذا  التناسب، الذي يسمى الآن ( بثابت هابل).
وبدأ عندها التفكير بأن الكون يتمدد فعلاً.. وأن المجرات تبتعد عن بعضها.. كأننا محاطون بعالم من المجرات التي تتسابق في الهرب بعيداً..
وحسب نظرية النسبية، فكلما اقترب الجسم من سرعة الضوء، اقترب طول الموجة من اللانهاية. أي أن السرعة تصل إلى حدود قصوى وهي (300 ) ألف كيلومتر في الثانية، بينما يقترب طول الموجة من اللانهاية. الكون يتمدد ويتوسع، والأدلة العلمية كثيرة ومتفردة.
لقد كشف مسح لسماء بالمراصد الإشعاعية، أن هناك مصادر إشعاعية ذات أقطار ظاهرية صغيرة جداً، ولكنها شديدة السطوع.. وتم التعرف على الأشكال العامة لهذه الأجسام شبه النجمية التي أطلق عليها اسم الكوازارات.



0 comments: