Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

التنوع الحيوي ...الأدب العلمي العدد السادس


أ.د. طالب عمران

للأحياء أنواع لا تحصى، سواء كانت حيوانية أم نباتية.. وأحياء الحيوان، تنقسم إلى فصائل ورتب وأصناف.. قد تجد بين كل رتبة أو فصيلة أنواعاً تصل الملايين، فهناك ( 800 ) ألف نوع من الحشرات التي تعيش على اليابسة، ويصل تعداد صنوف الطير إلى المليون.. وعدد طيور اليابسة قد يصل إلى أكثر من مائة مليار طير موزعة في كل المناطق.. وعدد أنواع العناكب قد يصل إلى ( 60 ) ألف نوع، وأنواع الضفادع تعد بالآلاف والأفاعي أيضاً لها أنواع كثيرة حسب البيئة التي تعيش فيها.. وإذا حصرنا الزواحف بأنواعها العديدة، قد يصل تعدادها إلى المليارات عدا عن أنواع صغيرة تنتشر في كل مكان ولا يمكن حصرها..
التنوع الحيوي في كوكب الأرض، تنوع فريد، مازال الباحثون يغوصون فيه ويكتشفون الجديد كل فترة.. وأحياناً تدفع الصدفة الباحث المتابع إلى اكتشاف أنواع حية جديدة، لم ترد في قواميس علماء الحياة، فينكب على دراسة هذه الأنواع، ويكتشف الكثير من أسرارها.. وفي البحر أنواع لا تحصى، ومن البحر اندفعت الأحياء صوب اليابسة تتأقلم مع ظروفها، وتتطور.. عبر ملايين السنين. برمائيات بدائية، نمت لها أرجل وأطراف، زحفت ثم استقام عمودها الفقري.. وتطورت إلى طيور فثدييات ولودة بأشكالها المتنوعة.. وفي جوف الأرض تحت قشرتها بقليل، عاشت بعض الأنواع تهرب من الضوء وتنشد غذاءها في الظلام.. وكانت أشكالها قبيحة منفرّة.. وقد يحدث زلزال أو انهدام في الأرض، فتخرج بعض هذه الأحياء إلى النور تتخبّط، قبل أن تندفع من جديد إلى الجوف هاربة من الضوء والصخب..
الحيوانات تتمتع بغرائز خاصة ربما كان بعضها متفوقاً علينا.. ولكننا بالعقل نتفوق على هذه الغرائز، ورغم أن للصقر بصراً حاداً يجعله يميز الأشياء بدقة مدهشة أثناء طيرانه فنحن بواسطة التلسكوب نستطيع أن نكشف أدق التفاصيل في أية بقعة نراقبها عن بعد..
وتستطيع البومة أن ترى الفأر وهو ينتقل فوق الأرض بين الأعشاب مهما كانت الظلمة شديدة.. ونحن نرى - مهما كانت الليالي شديدة الظلمة – كل ما يتحرك في الظلام بواسطة المناظير العاملة بالأشعة تحت الحمراء.. نحن نستخدم وسائل مساعدة ولكن الحيوانات تتمتع بمزايا وغرائز تستخدمها، زودتها بها طبيعتها المتأقلمة مع الظروف، وتتطور هذه الغرائز بتطور الظروف أيضاً، بحيث تؤمن للحيوانات ما تحتاجه من غذاء وتؤمن لها الحياة الآمنة البعيدة عن الأعداء الطبيعيين.. إن للمحار العادي عيوناً تشبه عيون البشر وهي تلمع لأن لكل عين عاكسات صغيرة كثيرة تساعدها في رؤية الأشياء من حولها من فوق ومن تحت.. أنثى عنكبوت الغطاس تصنع عشها على شكل منطاد من خيوط بيتها الواهي، فهي تتعلق بشيء ما تحت الماء وتضع فقاعة الهواء تحت جسمها وتحملها إلى ذلك المنطاد الذي يبدأ بالانتفاخ شيئاً فشيئاً حتى يكتمل حجم العش.. وعند ذلك تضع البيوض وتتركها تفقس وهي مؤمنة على صغارها من الرياح فيما لو كانت فوق اليابسة.. ويبدو أن الحيوانات لها قدرة كبيرة على تبادل الشعور والإحساس بالغريزة الآمنة عليها وعلى الأجيال المقبلة وهي تحافظ على ما اكتسبته من الأجيال السابقة..

مجلة الأدب العلمي  العدد السادس  تحت المجهر

0 comments: