Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

كُتّاب الخيال العلمي (موسوعة التخيل العلمي) (11)....الأدب العلمي العدد السادس


محمود قاسم
راي برادبوري Ray Bradbury
( 2012/6/5 - 1920/8/22)
روائي أمريكي، يكتب روايات تخيل علمي. مولود في مدينة وركيجان بولاية إلينوي. وهو يمثل جيل الأدباء الذين درسوا العلم والأدب معاً. كتب الرواية الشعبية، والقصة القصيرة، ورواية التخيل العلمي، كما كتب مجموعة مسرحيات من التخيل العلمي. أبوه عامل بسيط قضى سنوات صباه في القراءة الكثيفة، درس في مدارس لوس أنجلوس وكتب لأول مرة وهو في سن السابعة عشر.
نشر قصصه الأولى في مجلة «قصص التخيل العلمي »، فنشرت أولى أقاصيصه عام 1946 تحت عنوان «رحلة المليون عام » ثم توالت أعماله.. ومنها مجموعة قصصية بعنوان «المهرجان المظلم » عام 1947 ، ورواية «يوميات من كوكب المريخ 1950 » ، و «والجيم مثل الجرجير »، و «الفاء مثل الفضاء » ، ثم 451« فهرنهايت » عام 1953 ، و «تفاحات الشمس الذهبية 1954 » ، و «خمر الصيف » عام 1957 ، و «يوم أمطرت الدنيا بلا توقف 1958 » ، و «الرجل الموشوم 1962 » ، و «عقار الكآبة 1970 » ، و «عمود من النيران » ، و «نفير الضباب » ومن آخر أعماله «غرب أكتوبر » عام « ،1990 أشباح هوليوود 1992 » ، و «أحمد وسجن الزمن 1998 » ، و «يجب قتل كونيتانس 2003 » ، أما مجموعاته القصصية فله «اقترب بالازار 1944 » ، و «ساعة الصفر 1947 » ، و «الزمن المتوحش 1947 » ، و «المدينة 1950 » ، و «كل الصيف في يوم واحد »، و «في أعلى السلم » ومن أعماله «شجرة الهالويين »1944 ، و «الوحدة زنزانة زجاجية « ،1986 » إلى التراب نعود 2001 » ، وله ثلاث مسرحيات، وديوان شعر.
ويعد برادبوري من شعراء عصر العلم، فأعماله تجمع بين متناقضات العصر الحديث، من شاعرية الأسلوب، إلى نفعية العلاقات التي يفرضها واقع العصر.. عانى الكاتب من الإرهاب المكارثي في الخمسينات لذا.. فإن روايته الشهيرة «451 فهرنهايت » هي انعكاس لمأساة المثقفين الأمريكيين في هذه السنوات. ورغم أن المؤلف أشار أن الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية هو المستقبل، فإن كل ملامح الحاضر تنعكس في أحداث هذه الرواية، حيث يتخيل برادبوري أن الحرب العالمية الثالثة قد غيرت وجه العالم الجديد، هذه الحرب التي خلفت مدناً في إحداها قانون يقضي بتحريم ثقافة الكلمة المكتوبة، والإكتفاء بمشاهدة التليفزيون كثقافة عامة. ويرى القانون أن الثقافة عن طريق القراءة عملية مفسدة للعقل والناس، لذا.. فإن الكتب ممنوعة بأمر من السلطات الحاكمة.
وتتمثل قوة السلطة في رجال الإطفاء الذين ينتشرون في المدينة، تجلجل عرباتهم داخل المدينة باحثين عن أية كتب لحرقها عند درجة ( 451 فهرنهايت). إنهم يشعلون ما نعتبره نحن تراث الإنسانية، في الدين، والفلسفة والعلوم  والأدب . ويحدث الكاتب عن مواجهة بين واحد من رجال الإطفاء الأجلاف، وبين فتاة من عشاق القراءة.. (مونتاج) هو اسم رجل الإطفاء، الذي يعيش في مجتمع سطحي باهت، ثم يكتشف بعد ذلك مدى روعة القراءة. لذا.. فإن مهمة الفتاة كلاريس أن تجذب هذا الرجل إلى عالمها الخاص، وتسأله عن السبب الحقيقي الذي يتم من أجله حرق الكتب، فيرد بأنه لا يعرف إجابة شافية! وبينما تتوطد علاقة كلاريس بمونتاج، فإن علاقة هذا الأخير بزوجته تزداد ابتعاداً، وتبدأ علاقته بأحد زملائه  أخذ طابع العداء من قبل الميل، حيث يراه يخفي كتاباً، فينتظر الفرصة للوشاية به، ويحدث أن تعرف فرق الإطفاء بأمر الكتب الموجودة لدى كلاريس فيهاجمون منزلها، وتختفي كلاريس، فتقوم الفرقة بتفتيش منزل مونتاج، ويصدر الرئيس أمره إلى الرجل بأن يحرق كتبه بنفسه، لكن مونتاج يسلط النيران على رئيسه، ثم يفر هارباً، ويتوجه إلى المكان الذي فرت إليه كلاريس مع جموع القراء الهاربين. ويحدثهم أحدهم كيف ضلل التليفزيون الجماهير، وأخبرهم أن مونتاج انتحر. وفي هذا المكان، يكتشف مونتاج أن كل شخص تقمص كتاباً شهيراً، وحفظه عن ظهر قلب.
وهذه الرواية أقرب في صورتها إلى التخيل السياسي، حيث ينذرنا الكاتب بأن الإنسانية سوف تغدو يوماً نموذجاً لمدينة (مونتاج) التي كان ماكارثي يسعى لتحويل الولايات المتحدة شبيهة بها.
ويتميز برادبوري بقدرته الفائقة على بناء الحدث الدرامي، وخلق التوتر والرعب في أحداث القصة، حتى يصل إلى الذروة، وكذلك التحليل الدقيق للعقل البشري وهو يتطور، أو ينهار. وساعده اهتمامه بالطبيعة البشرية إلى التعمق في تحليل مشاعر أشخاص قصصه ورواياته ومسرحياته، كما يتميز أسلوبه بالشاعرية، وأنه مفعم بالخيال.. فهو حريص على اختيار الكلمات المناسبة واللغة المجازية في كتاباته. ومن ثم يخلق أسلوباً يمتلئ بالبلاغة والشاعرية ، وهذا يضفي على أعماله سحراً أخاذاً.
تم تخصيص جائزة «راي برادبوري»  إلى الأدباء المتميزين في مجال التخيل العلمي ابتداء من عام 1992 وعلى فترات متقطعة، بالتبادل مع جائزة نيبولا، وقد تم تكريمه عام 2002 من خلال اتحاد الكتاب الدولي، وفي عام 2012 ، أطلقت وكالة ناسا اسمه على أحد المواقع في كوكب المريخ، وقد امتلأت قائمته بالمجموعات القصصية، والقصص القصيرة المنشورة في المختارات، ومن هذه الإبداعات الكثيرة، تم تحويل نصوصها إلى أفلام، بعضها تم إنتاجه أكثر من مرة، مثل فهرنهايت 451 عامي 1966 ، 2013 ، و «الرجل الموشوم » عامي 1969 ،2013 ، وفي السينما كان فيلم «حكايات الغد » عام 1953 ، ثم «وحش الأزمنة المفقودة 1953 » ، «صوت الرعد 2005 » ، والجدير بالذكر أنه شارك في كتابة العديد من الأفلام التليفزيونية التي أخرجها الفريد هيتشكوك.

0 comments: