Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

الهزات الأرضية ...الأدب العلمي العدد الثامن


أ.د. طالب عمران

 الزلزال هزة تنتاب قشرة الأرض لعدة ثوان ، تختلف بشدتها ، فأحياناً تكون بسيطة لا يحس بها الإنسان الغافل ، وأحياناً تبلغ من الشدة بحيث تدمر المدن وتسبب الكوارث التي تودي بحياة الآلاف من الناس ، وتأتي على ممتلكاتهم ..
ويحدث الزلزال نتيجة لعدم وجود تجانس في قشرة الأرض في درجات الحرارة ونوعية الصخور والضغط الداخلي .. هذا الاختلاف وعدم التجانس يصلا أحياناً إلى الحد الأعظمي فيحدث الزلزال حيث تتفتح الشقوق في الأرض وتنهار الصخور وقد تفيض الأنهار الصغيرة والجداول نتيجة تسرّب مياهها في الشقوق التي يحدثها الزلزال ..
ومعظم السلاسل الجبلية تكون قشرتها غير مستقرّة ، تحتاج أحياناً إلى عمليات إعادة توازن .. لذلك فالسلاسل الجبلية في العالم تقسم علمياً إلى أحزمة زلزالية تتوزع في مختلف القارات ..
يتواتر حدوث الزلازل في أغلب الأحيان في منطقتين من عالمنا ، المنطقة الكبرى وتشبه حدوة الحصان وهي المنطقة الممتدة من السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية والشمالية ثم المنطقة الشاسعة الممتدة نحو الشواطئ الشرقية لآسيا وتشمل اليابان والصين وحتى جنوب المحيط الهادي ..
أما المنطقة الثانية الصغرى فهي المنطقة الممتدة من شرقي البحر الأبيض المتوسط نحو جبال الهيمالايا والهند ، ثم جنوباً نحو ماليزيا وجنوب المحيط الهادي أيضاً .. ومنطقتنا تقع على أطراف المنطقة الزلزالية الثانية وقد حدثت فيها منذ عام ( 590 ) قبل الميلاد حتى الآن نحو ( 130 ) هزة أرضية ..
وتقاس شدة الزلازل بمقياس معروف هو مقياس ) ريختر ( وهو مدرج بوحدات صحيحة وعشرية ، وتميل القياس بين تدريجين صحيحين على هذا المقياس زيادة قدرها عشرة أضعاف سعة الموجة المقاسة ، فمثلاً زلزال شدته (8.3 ) على مقياس ريختر تعادل عشرة آلاف مرة قوة زلزال مقدار ( 4,3 ) على مقياس ريختر ..
وهناك مقياس آخر هو مقياس ميركالي المعدل وتدريجاته ( 12 ) وليس ( 9 ) كما هو الحال في مقياس ريختر ..
ولئن كانت شبكات الرصد الزلزالي الموزعة في مناطق عديدة في العالم ، تحاول جعل التنبؤ بحدوث الزلازل ممكناً ، فإنها حتى الآن لا تستطيع تحديد مكان وقوع الزلزال بدقة أو زمن وقوعه..
حدث زلزال القاهرة في ( 12 ) تشرين أول 1992 في وقت الظهيرة ، لقد ضرب ذلك الزلزال القاهرة بشدة ( 5.6 ) ريختر بينما بلغت شدته أكبر من ذلك بكثير في المنطقة المحيطة ببؤرة الزلزال في الموقع الذي يبعد نحو ( 35 ) كيلو متراً إلى الشمال الغربي من القاهرة .. وعلى عمق يصل إلى( 25 ) كيلو متراً داخل القشرة الأرضية ..
وقد أثر هذا الزلزال بعنف على القرى القائمة على طول وادي نهر النيل ، وفي مصر الجديدة انهارت عدة مبانٍ بلغ عددها ( 14) بناء قتل جميع سكانها ..

مجلة الأدب العلمي  العدد الثامن  تحت المجهر 

0 comments: