Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

كُتّاب الخيال العلمي (موسوعة التخيل العلمي) (6) .....الأدب العلمي العدد الخامس


محمود قاسم

اسحاق أزيموف Isaac Azimov
(2/1/1920-6/4/1992)
روائي أمريكي من أصل روسي ، ولد في مدينة بتروفيشي الروسية تركت أسرته البلاد إلى الولايات المتحدة ، وهو في الثالثة من عمره التحق بالبحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية ، ودرس أثناءها الكيمياء الحيوية في جامعة فيلادلفيا. وعقب الحرب نال شهادة الدكتوراه. قام لأكثر من ربع قرن بتدريس الكيمياء الحيوية في عديد من الجامعات الأمريكية. عرف بغزارة إنتاجه ، وأسس عديداً من مجلات التخيل العلمي التي فتحت الآفاق لأجيال متعددة من كتاب هذا النوع من الأدب. كتب الرواية والدراسات العلمية والبحث الأدبي ومن بين رواياته: «كهوف من صلب ، » و «تيارات فضائية »، و «الأرض هي غرفة واحدة فقط » ، و «نهاية الخلود » ، و «الآلة نفسها » ثم «أنا إنسان آلي » ، و «إنسان القرنين » و «الرحلة العجيبة » و «النجوم مثل التراب » و «متمرد في السماء » و «تسعة أيام مقبلة » أما روايته «الشمس العارية » فهي من أعماله القليلة المترجمة إلى اللغة العربية.
شغف أزيموف بسلوك العقول الإلكترونية «الإنسان الآلي » وقد وضع ما يسمى بقوانين الروبوت الثلاثية وهي:
-1 لا يمكن للروبوت أن يخلق المخلوق الآدمي في حين يمكن لهذا الكيان أن يقوم بفك وربط الروبوت.
-2 يجب على الروبوت إطاعة الأوامر التي تعطى له من الإنسان، عدا الأوامر التي تتعارض مع القانون الأول.
-3 يجب أن يحمى الروبوت وجوده لأطول مدة ممكنة من أي خطر يتعارض مع القانونين السابقين.
من أشهر مجموعاته القصصية هناك «الطريق المرتجى « ،» الأرض متسع للجميع ،» «بقايا الروبوتات « ،» أسرار آزيموف « ،» المستقبل يبدأ غداً « ،» الغسق « ،» الروبوت الكامل ،» «عزازيل « ،» ذهب « ،» سحر « ،» رؤى الروبوت ،» وآزيموف هو مؤلف رواية «الرحلة العجيبة » التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1966 إخراج ريتشارد فلايشر. وفيها يتناول فكرة طريفة من خلال رحلة تقوم بها مجموعة من العلماء داخل جسم الإنسان. ويؤكد الكاتب في أغلب أعماله على أن الإنسان لن تتغير سماته مهما حقق من تطور علمي.. ففي روايته «مأساة القمر » يفترض فكرة علمية حول أن الإنسان البدائي تمكن من الوصول إلى القمر قبل 25 قرناً ولكنه عندما ذهب إلى القمر لم يجده في مكانه واكتشف أن الأرض عندما تكونت لم تصنع لنفسها قمراً. كذلك لم تتكون مجموعة كواكب «فينوس « ..:» كان هناك قمر في السماء في ذلك الصباح. استيقظت عندما كان الفجر يضيء السماء من عتمة داكنة. وتطلعت من نافذتي القريبة، ورأيته باهتاً مستديراً ومختفياً فوق المدينة التي ظلت تحلم حتى الفجر .» وقد أضاف آزيموف الكثير إلى أدب التخيل العلمي وفضلاً عن الموضوعات الغريبة التي جددها فإنه سعى إلى إيجاد شكل جديد يختلف عن كل من سبقوه، واستفاد من علم النفس في أعماله فضلاً عن مزج هذه الأعمال بالحبكة البوليسية. وتمثل سلسلة كتب مكانة فريدة في كل قصص التخيل العلمي بيد أن آزيموف يذكر دوماً أنه أول مشرع لعلم الروبوت: «أصبح الروبوت جزءاً من عالمنا.. فسوف يتم استخدامه في إدارة المصانع وسوف يعرف الموسيقى، كما سوف يبدع مثلنا .» ويرى آزيموف أن هذا سيشكل خطراً على الإنسان فظاهرة الروبوتية ستغير من كافة مفاهيمنا في المستقبل حيث سيختفي الكثير من العمال ولن يستطيع أحد أن يمنع القوات المسلحة من صناعة روبوتات قادرة على القتل وسفك الدماء وآنذاك سوف يصعب على هذه الآلات أن تفرق بين العدو والصديق .» في روايته «إنسان القرنين » يتحدث عن حياة أحد العقول الإلكترونية المستأنسة الذي وهبته الآلهة موهبة الفن، ويقوم بالنضال من أجل حقوق العقول الإلكترونية يشعر أحياناً أن الكلمة ليست بالغة القوة، فقام بالتأريخ لحياة الروبوتات في كتاب قدم فيه وجهة نظر العقل الإلكتروني، استغله الإنسان واستعبده سنوات طويلة، لقد عامله الإنسان بالأسلوب العنصري نفسه الذي عامل به الرجل الأبيض الزنوج في المستعمرات الجديدة. وشيئاً فشيئاً ينجح في أن يحول جسده الإلكتروني إلى جسد بيولوجي، وهو يرى أن مثل هذا التحول لأمر بالغ التضحية، لأنه بذلك يتخلى عن أبناء جنسه، لكن عليه مخاطبة بني البشر على قدر عقولهم وكي يفهم الإنسان عن قرب أكثر، وقد تحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي مع نهاية القرن الماضي قام ببطولته روبن ويليامز. وقد أكد آزيموف في كافة أعماله أن الانسان لن تتغير سماته مهما حقق من تطور علمي، فالبشر هم البشر منذ بدء الخليقة وحتى يوم البعث.
وتمثل سلسلة كتب Fundation مكانة فريدة في كل قصص التخيل العلمي، بيد أن آزيموف سوف يذكر دائماً على أنه أول مشرّع لعلم الروبوت، فهو أول من روض الانسان الذاتي الحركة.
وفي حديث نشرته مجلة لدونوفيل أوبسرفاتور مع الكاتب تحت عنوان «الروبوت وأبنائه » قال آزيموف أن الروبوتات أصبحت جزءاً من عالمنا، فسوف يتم استخدامهم في إدارة المصانع، وسوف يعزفون الموسيقى كما سوف يبدعون مثلنا، وليس هذا من إبداع الفنان، بل إن الباحثين يسعون إلى تحقيق هذه المفاهيم والخيالات. والغريب أن العلماء يسعون إلى جعل الروبوتات ذات شكل آدمي، أياديها وأجسادها وأن تفهم على الطريقة الإنسانية، ونحن سوف نعلمها كافة الحركات الإنسانية.
ويرى آزيموف أن هذا سيشكل خطراً على الإنسان مظاهره الروبوتية ستغير من كافة مفاهيم المستقبل، فسوف يختفي الكثير من العمال، ولن يستطيع أحد أن يمنع القوات المسلحة من صناعة روبوتات قادرة على القتل وسفك الدماء، وآنذاك سوف يصعب على هذه الآلات أن تفرق بين العدو والصديق.
وعن اتجاهه للكتابة للأطفال يقول آزيموف أنه قد تحول نفسه إلى روبوت، وعليه أن يدوس على زر «الأطفال » عندما يود الكتابة للصغار، وكل شيء يأتي بعد ذلك سهلاً. جاءت أهمية أزيموف، مثل أغلب أدباء التخيل العلمي في القرن العشرين، إنه قد تأمل المستقبل ووصفه قبل أن يعيشه، ونجح في أن يصنع لنفسه وللآخرين حيوات كثيرة لم يعشها هو نفسه، وأيضاً أياً منا، وقد حذر أبناء جنسه من المخاطر التي يمكن أن يأتي بها هذا المستقبل. وهذا المستقبل لم يكن أبداً عالماً وردياً رقيقاً، ولعل أفضل مثال على ذلك ما صاغه في قوانين الروبوت الشهيرة. صدرت ترجمات عديدة لرواياته، وكتبه في العلم والتخيل العلمي منها «البدايات، قصة نشوء الإنسان »، و «استعراض الروبوت ،» و «العلم وآفاق المستقبل »، و «نسبية الضلال ،» و «محطات في تاريخ الكيمياء »، و «العملاق النووي »، و «الحقيقة والخيال » .

0 comments: