Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

غرائب في تاريخ الكسوف ...الأدب العلمي العدد الرابع والعشرون



أ.د. طالب عمران 


في تاريخ الكسوفات غرائب مسجلة : ففي سنة 1900 شوهد الإكليل المحيط بالشمس وقد بلغ حجماً هائلاً مشرقاً بهالته التي بلغ عرضها قدر قطر الشمس ، وقد اندلع منه لسانان كبيران أحدهما إلى الأعلى والآخر إلى الأسفل .
ولما اكتمل الكسوف ، برد الهواء وأظلم وجه الأرض وأحس الناس كأن زوبعة تقترب منهم ، وبقي الإكليل مرئياً دقيقة ونصف .
وظهر عند ذلك كوكب عطارد ، وكوكب الزهرة ، ومعهما نجمان آخران ، أما لون السماء فقد تغير من أزرق إلى رمادي ، وتلونت الأشجار من أخضر إلى قرمزي .
وفي سنة 1914 ظهر الإكليل ظهوراً جذاباً مبهماً ، زاد في بهائه ألوان رائعة متعددة ، من أبيض وبرتقالي إلى أحمر وبنفسجي .
وفي سنة 1915 ظهرت نجوم كثيرة وكان الإكليل ظاهراً بوضوح .
وفي سنة 1919 ولعل الكسوف الذي حصل في تلك السنة من أغرب كسوفات القرن العشرين للمناظر الغريبة التي رآها الناس خلاله ..
ظهر نتوء بدا للعالم على هيئة آكل ضخم من أكلة النمل ، بلغ البعد بين خرطومه وذيله 350 ألف ميل ) وهو حجم لو تيسّر لحيوان لابتلع الأرض كلها ( وزاد عدد أرجله وأخذ يرتفع حتّى وصل إلى علو : 47500 ميل وبقي مدة والعلماء يراقبون هذه الظاهرة الغريبة حتى تضاءل واختفى ..
في أثناء الكسوف يظهر القلق على الحيوانات ، وإذا كان كلياً تأوي الطيور إلى أعشاشها ، ظانة أن الليل قد حل ، وذلك بسبب الظلمة التي تخيّم أثناء الكسوف الكلّي..
ولو صعدنا مرتفعاً أثناء الكسوف ، لاستطعنا رؤية ظل القمر - وهو ليس كبيراً جداً إذ لا يتجاوز عرضه 166 ميلاً - يتحرك على الأرض بسرعة تقارب الألف ميل في الساعة ..
وعند تتبعنا للكسوف ، لو نظرنا إلى الشمس من خلال زجاج داكن لرأيناها تختفي رويداً رويداً ، وبعد اختفاء آخر جزء من قرصها الفضي تخيم كآبة رهيبة..
ومن المعلوم أن الظلام عندئذ لا يكون شديداً ، بل أن الضوء يكون أكبر من ضوء الليل ، والقمر في مرحلة البدر التام ، وترى في الكسوف الكلي بعض النجوم وهو قد لا يستمر طويلاً أحياناً فقد يبقى أربعين ثانية وأحياناً يستمرّ نحو سبع دقائق..
وهناك كسوف كلي آخر يحدث عندما يكون القمر في أبعد أوضاعه عن الأرض يسمى كسوفاً حلقياً إذ أن قرص الشمس يختفي حين ذلك ولا يظهر منه إلا حلقة رقيقة مضيئة لامعة.

0 comments: