Posted by Scientific Literature magazine مجلة الأدب العلمي | 0 comments

أطياف العوالم الأخرى ....الأدب العلمي العدد الرابع عشر


أ.د. طالب عمران

 لو قارن الإنسان متوسط عمره الذي يعيشه على هذه الأرض ، لرأى أنه أكبر بكثير مما لدى بعض الحيوانات ، كالفئران مثلاً والفراشات .. ولكن هذا العمر يبدو ضئيلاً أمام عمر بعض الأشجار كالبلّوط فمتوسط عمر الإنسان يقارب ال ( 70 ) عاماً بينما يصل عمر شجرة (الماكروزاميا ) الاستوائية إلى( 15 ) ألف سنة..
لو قاس الإنسان متوسط عمره بالأسابيع مثلاً لوجدانه ( 3640 ) أسبوعاً ولو قاسه بالأيام لوجدانه يقارب ( 25 ) ألف يوم ، والإنسان يعيش وسطياً ( 70 ) ربيعاً و( 70 ) خريفاً و ( 70 ) شتاءً ومثل ذلك صيفاً .. إنه ينام نحو ( 24 ) سنة ويقضي نحو ست سنوات في الطعام والشراب ونحو ( 18 ) سنة في العمل والباقي وقت ضائع بين أعمال مختلفة ، والفراغ ..
وتختلف قيمة الزمن حسب تعاملنا معه ، فللماضي أهمية كبيرة في حياة الشيوخ ، وللمستقبل أهمية كبيرة في حياة الأطفال ، بينما يتساوى الماضي والمستقبل في التفكير عند الرجال في متوسط أعمارهم .. عندما لا يكونون أطفالاً أو شيوخاً ..
وخلايا الإنسان تموت بأزمان قصيرة ، وكلها تعوض ، بينما خلايا الدماغ لا تعوّض رغم أنها تموت بمعدّل ( 4000 ) خلية كل ساعة منذ أن يكون الإنسان في عامه الثاني حتى يموت، لذلك يخرف الإنسان حين يتقدم في السن .. ولكن بعض الناس وهم نادرون قد نجحوا في التغلّب على عامل الزمن ، فعاشوا طويلاً، دون أن يصابوا بالأمراض ، وتجاوزت أعمارهم أرقاماً قياسيّة ، لأنهم اهتموا بالترفع عن المباذل والحقد والشر ..
كأن نفس الإنسان تزداد صفاءً وشفافية مع ازدياد الإحساس بخير الآخرين وتقديم العون لهم ، والترّفع عن ملذات النفس وشهواتها .. لذلك ينجح المتصوفة في الوصول إلى أجسام سليمة لا تعرف المرض ، رغم أنهم لا يأكلون ما يقيم أودهم .. وينجح بعضهم في الوصول إلى رقم قياسي في التقدم بالعمر بكامل الوعي والفكر ..
الدماغ مسجل عليه كل الأحداث التي مرّت بالإنسان .؟ ماذا عن شريط الذكريات والأحداث التي تمر بالإنسان وموقعها في الدماغ .؟
في غابة كبيرة تعيش مختلف الحيوانات متأقلمة مع بعضها رغم تنوع ميولها وغرائزها ، حيوانات لاحمة تتغذّى على العاشبة دون أن تسيء للتوازن البيئي .. زواحف وحيوانات صغيرة وطيور وزرافات وحمير وحشية وفيلة وقرود وبرمائيات حول السواقي والجداول والأنهار .. ونمور وفهود وكواسر وغيرها كثير ..
ملحمة من الحياة المتنوعة التي تتعايش مع الطبيعة ، لا يعكر صفوها سوى الإنسان الذي يقبل بأساطيله لصيدها حيّة أو ميتة ، ويقطع الأشجار ويمتص رحيقها ويخرب بنيتها البيئية
في الغابة زعماء لصنوف حيوانات ، وزعامات هذه الصنوف تتفاهم فيما بينها دون أن تعلن الحروب المدمرّة للأصناف ، كأن غرائزها تمنعها من ذلك حفاظاً على التوازن الحيوي ..

مجلة الأدب العلمي  العدد الرابع عشر  تحت المجهر

0 comments: